يشاهدون الجنة من قريب. (18) هذه المسألة تعني: نهاية البُعد في نهاية القُرب بحيث لا يسعها عقلُ هذا العصر.
ثم إن حالة من أحوال جزئية لشخص جزئي يكون موضع ذكر وكلام لدى الملأ الأعلى في السماوات العلى الواسعة جداً، هذه المسألة لا توافق إدارة الكون التي تسير في منتهى الحكمة.
علماً أن هذه المسائل الثلاث تعد من الحقائق الإسلامية.
الجواب: أولاً: إن الآية الكريمة: ﹛﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾|﹜ تفيد أن جواسيس الشياطين التي تحاول الصعود إلى السماوات للتجسس تُطرد بنجوم السماوات.
فقد بحثت هذه المسألة بحثاً جيداً في «الكلمة الخامسة عشرة»، وأُثبتت إثباتاً يقنع حتى أعتى الماديين، بل يلجؤهم إلى السكوت والقبول، وذلك بسبع مقدمات قاطعة هي بمثابة سبع مراتب للصعود إلى فهم الآية الكريمة.
ثانياً: نشير إلى هذه الحقائق الإسلامية الثلاث التي يُظن أنها بعيدة (عن العقل) بتمثيل وذلك لتقريبها إلى الأذهان القاصرة الضيقة.
هب أن الدائرةَ العسكرية لحكومةٍ تقع في شرقي البلاد، ودائرتَها العدلية في الغرب ودائرةَ المعارف في الشمال ودائرة الشؤون الدينية (المشيخة) في الجنوب، ودائرة الموظفين الإداريين في الوسط وهكذا. فعلى الرغم من البُعد بين دوائر هذه الحكومة، فإن كل دائرة لو استخبرت الأوضاع فيما بينها بالتلفون أو التلغراف ارتباطاً تاماً: عندها تكون البلادُ كلها كأنها دائرةٌ واحدة هي دائرة العدل، أو الدائرة العسكرية أو الدينية، أو الإدارية وهكذا.
مثال آخر: يحدث أحياناً أن دولاً متعددة ذات عواصم مختلفة، تشترك معاً في مملكة واحدة، بسلطات متباينة، من حيث مصالحها الاستعمارية فيها، أو لوجود امتيازات خاصة بها، أو من حيث المعاملات التجارية وغيرها. فكل حكومة عندئذ ترتبط بعلاقة مع تلك الرعية من حيث امتيازاتها، فعلى الرغم من أنها رعيةٌ واحدة وأمةٌ واحدة، فإن معاملات تلك الحكومات المتباينة -التي هي في غاية البعد- تتماسّ وتتقارب كلٌّ منها مع الأخرى في البيت
ثم إن حالة من أحوال جزئية لشخص جزئي يكون موضع ذكر وكلام لدى الملأ الأعلى في السماوات العلى الواسعة جداً، هذه المسألة لا توافق إدارة الكون التي تسير في منتهى الحكمة.
علماً أن هذه المسائل الثلاث تعد من الحقائق الإسلامية.
الجواب: أولاً: إن الآية الكريمة: ﹛﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾|﹜ تفيد أن جواسيس الشياطين التي تحاول الصعود إلى السماوات للتجسس تُطرد بنجوم السماوات.
فقد بحثت هذه المسألة بحثاً جيداً في «الكلمة الخامسة عشرة»، وأُثبتت إثباتاً يقنع حتى أعتى الماديين، بل يلجؤهم إلى السكوت والقبول، وذلك بسبع مقدمات قاطعة هي بمثابة سبع مراتب للصعود إلى فهم الآية الكريمة.
ثانياً: نشير إلى هذه الحقائق الإسلامية الثلاث التي يُظن أنها بعيدة (عن العقل) بتمثيل وذلك لتقريبها إلى الأذهان القاصرة الضيقة.
هب أن الدائرةَ العسكرية لحكومةٍ تقع في شرقي البلاد، ودائرتَها العدلية في الغرب ودائرةَ المعارف في الشمال ودائرة الشؤون الدينية (المشيخة) في الجنوب، ودائرة الموظفين الإداريين في الوسط وهكذا. فعلى الرغم من البُعد بين دوائر هذه الحكومة، فإن كل دائرة لو استخبرت الأوضاع فيما بينها بالتلفون أو التلغراف ارتباطاً تاماً: عندها تكون البلادُ كلها كأنها دائرةٌ واحدة هي دائرة العدل، أو الدائرة العسكرية أو الدينية، أو الإدارية وهكذا.
مثال آخر: يحدث أحياناً أن دولاً متعددة ذات عواصم مختلفة، تشترك معاً في مملكة واحدة، بسلطات متباينة، من حيث مصالحها الاستعمارية فيها، أو لوجود امتيازات خاصة بها، أو من حيث المعاملات التجارية وغيرها. فكل حكومة عندئذ ترتبط بعلاقة مع تلك الرعية من حيث امتيازاتها، فعلى الرغم من أنها رعيةٌ واحدة وأمةٌ واحدة، فإن معاملات تلك الحكومات المتباينة -التي هي في غاية البعد- تتماسّ وتتقارب كلٌّ منها مع الأخرى في البيت
Yükleniyor...