ثم إنَّ دائرة «رسائل النور» دائرةٌ واسعة جداً، وطلابها كثيرون جداً، فلا تعاقب الذين يهربون منها، ولا تهتم بهم. وربما لا تدخلهم ضمن دائرتها مرة أخرى. لأنَّ الإنسان يملك قلباً واحداً والقلب الواحد لا يمكن أن يكون في داخل الدائرة وخارجها معاً.
ثم إنَّ الراغبين في إرشاد الآخرين ممن هم خارج دائرة النور، عليهم ألّا ينشغلوا بطلاب النور لأن احتمال خسرانهم بثلاث جهات وارد. فالطلاب الذين هم في دائرة التقوى ليسوا بحاجة إلى الإرشاد، علماً أن في الخارج الكثيرين من تاركي الصلاة، فتركُ أولئك والانشغالُ بهؤلاء المتقين ليس من الإرشاد في شيء. فإن كان ممن يحب هؤلاء الطلاب فليدخل أولاً ضمن الدائرة، وليكن لهم أخاً، وإن كان ذا مزايا وفضائل فليكن لهم أخاً كبيراً.
ولقد تبيّن في هذه الحادثة أن للانتساب إلى «رسائل النور» أهميةً عظيمة وثمناً غالياً جداً، فالراشد الذي بذل هذه التضحيات وجاهد الإلحاد باسم العالم الإسلامي، لا يترك هذا المسلك الذي هو أثمنُ من الألماس ولا يستطيع أن يدخل مسالك أخرى غيره.
سعيد النورسي
Yükleniyor...