ثم إنَّ ما في درس «رسائل النور» للحقائق من علم الحقيقة الذي يمنح فيضَ الولاية الكبرى النابعة من سر الوراثة النبوية، لا يدع حاجة إلى الانتماء إلى الطرق الصوفية خارجَ الدائرة، إلّا من فهم الطريقة على غير وجهها وكأنها رؤىً جميلة وخيالات وأنوار وأذواق، ويرغب في الحصول على أذواق الدنيا وهوساتها مما سوى فضائل الآخرة، ويطلب مقام المرجعية كعبَدة النفس. إنَّ هذه الدنيا دارُ حكمة. والأجر والثواب فيها على قدر المشقات والتكاليف، وهي ليست دارَ مكافأة وجزاء. ولهذا لا يهتم أهلُ الحقيقة بالأذواق والأنوار التي في الكشف والكرامات، بل قد يفرّون منها ويريدون سترها.
ثم إنَّ دائرة «رسائل النور» دائرةٌ واسعة جداً، وطلابها كثيرون جداً، فلا تعاقب الذين يهربون منها، ولا تهتم بهم. وربما لا تدخلهم ضمن دائرتها مرة أخرى. لأنَّ الإنسان يملك قلباً واحداً والقلب الواحد لا يمكن أن يكون في داخل الدائرة وخارجها معاً.
ثم إنَّ الراغبين في إرشاد الآخرين ممن هم خارج دائرة النور، عليهم ألّا ينشغلوا بطلاب النور لأن احتمال خسرانهم بثلاث جهات وارد. فالطلاب الذين هم في دائرة التقوى ليسوا بحاجة إلى الإرشاد، علماً أن في الخارج الكثيرين من تاركي الصلاة، فتركُ أولئك والانشغالُ بهؤلاء المتقين ليس من الإرشاد في شيء. فإن كان ممن يحب هؤلاء الطلاب فليدخل أولاً ضمن الدائرة، وليكن لهم أخاً، وإن كان ذا مزايا وفضائل فليكن لهم أخاً كبيراً.
ولقد تبيّن في هذه الحادثة أن للانتساب إلى «رسائل النور» أهميةً عظيمة وثمناً غالياً جداً، فالراشد الذي بذل هذه التضحيات وجاهد الإلحاد باسم العالم الإسلامي، لا يترك هذا المسلك الذي هو أثمنُ من الألماس ولا يستطيع أن يدخل مسالك أخرى غيره.
§سعيد النورسي>
∗ ∗ ∗
ثم إنَّ دائرة «رسائل النور» دائرةٌ واسعة جداً، وطلابها كثيرون جداً، فلا تعاقب الذين يهربون منها، ولا تهتم بهم. وربما لا تدخلهم ضمن دائرتها مرة أخرى. لأنَّ الإنسان يملك قلباً واحداً والقلب الواحد لا يمكن أن يكون في داخل الدائرة وخارجها معاً.
ثم إنَّ الراغبين في إرشاد الآخرين ممن هم خارج دائرة النور، عليهم ألّا ينشغلوا بطلاب النور لأن احتمال خسرانهم بثلاث جهات وارد. فالطلاب الذين هم في دائرة التقوى ليسوا بحاجة إلى الإرشاد، علماً أن في الخارج الكثيرين من تاركي الصلاة، فتركُ أولئك والانشغالُ بهؤلاء المتقين ليس من الإرشاد في شيء. فإن كان ممن يحب هؤلاء الطلاب فليدخل أولاً ضمن الدائرة، وليكن لهم أخاً، وإن كان ذا مزايا وفضائل فليكن لهم أخاً كبيراً.
ولقد تبيّن في هذه الحادثة أن للانتساب إلى «رسائل النور» أهميةً عظيمة وثمناً غالياً جداً، فالراشد الذي بذل هذه التضحيات وجاهد الإلحاد باسم العالم الإسلامي، لا يترك هذا المسلك الذي هو أثمنُ من الألماس ولا يستطيع أن يدخل مسالك أخرى غيره.
§سعيد النورسي>
Yükleniyor...