وكذلك قيل في جزء من «رسائل النور»:

إنَّ السعيد هو ذلك الزوج الذي يُقَلِّدُ زوجته الصالحة، فيكون صالحاً مثلها، لئلا يفقد رفيقته في حياة أبدية خالدة.

وكم هي سعيدة تلك الزوجة التي ترى زوجها متديناً فتتمسك بأهداب الدين لئلا تفقد رفيقها الأبدي، فتفوز بسعادة آخرتها ضمن سعادة دنياها!

وكم هو شقيٌ ذلك الزوج الذي يتبع زوجته التي ارتمت في أحضان السفاهة فيشاركها ولا يسعى لإنقاذها!

وما أشقاها تلك الزوجة التي تنظر إلى فجور زوجها وفسقه وتقلده بصورة أخرى!

والويل ثم الويل لذينك الزوجين اللذين يُعين كلٌّ منهما الآخر في دفعه إلى النار، أي يغري كل منهما الآخر للانغماس في زخارف المدنية.

وفحوى هذه الجمل التي وردت بهذا المعنى في «رسائل النور» هو أنه لا يمكن أن يكون -في هذا الزمان- تنعّم بحياة عائلية وبلوغ لسعادة الدنيا والآخرة وانكشاف لسجايا راقية في النساء إلّا بالتأدب بالآداب الإسلامية التي تحددها الشريعة الغراء.

إنَّ أهم نقطة وجانب في حياة الأسر في الوقت الحاضر هي أنه إذا ما شاهدت الزوجةُ فساداً في زوجها وخيانةً منه وعدم وفاء، فقامت هي كذلك -عناداً له- بترك وظيفتها الأسرية وهي الوفاء والثقة فتفسدهما، يختل عندئذٍ نظام تلك الأسرة كلياً ويذهب هباءً منثوراً، كالإخلال بالنظام في الجيش.

فلابد للزوجة أن تسعى جادة لإكمال نقص زوجها وإصلاح تقصيره كي تنقذ صاحبَها الأبدي، وإلّا فهي تخسر وتتضرر في كل جانب إذا ما حاولت إظهار نفسها وتحبيبها للآخرين بالتكشف والتبرج، لأنَّ الذي يتخلى عن الوفاء يجد جزاءه في الدنيا أيضاً. لأن فطرتها تتجنب غير المحارم وتشمئز منهم. فهي تحترز من ثماني عشرة شخصاً من كل عشرين شخصاً أجنبياً، بينما الرجل قد لا يشمئز من النظر إلى امرأة واحدة من كل مائة أجنبية.

فكما أن الزوجة تعاني من العذاب من هذه الجهة فهي تضع نفسها موضع اتهام أيضاً بعدم الوفاء وفقدان الثقة والوفاء فلا تستطيع الحفاظ على حقوقها فضلاً عن ضعفها.


Yükleniyor...