ناجم عن الضعف والعجز، حيث لا يجدون في وجدانهم مرتكزاً يستندون إلى قوته. فلفرط احتياج الضعفاء إلى الاتفاق تجدهم يتفقون اتفاقاً قوياً، ولضعف شعور الأقوياء بالحاجة إلى الاتفاق يكون اتفاقهم ضعيفاً. مثلهم في هذا كمثل الأُسُود التي لا تشعر بالحاجة إلى الاتفاق -كالثعالب- فتعيش فُرادى، بينما الوعل والماعز الوحشي تعيش قطعاناً خوفاً من الذئاب. أي إن جمعية الضعفاء والشخص المعنوي الممثل لهم قوي كما أن جمعية الأقوياء والشخص المعنوي الممثل لهم ضعيف (11) وهناك إشارة لطيفة إلى هذا السر في نكتة قرآنية ظريفة وهي إسناد الفعل «قَالَ» بصيغة المذكر إلى جماعة الإناث مع كونها مؤنثة مضاعفة، وذلك في قوله تعالى: ﹛﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَد۪ينَةِ ﴾|﹜ (يوسف:٣٠)، بينما جاء الفعل «قالت» بصيغة المؤنث في قوله تعالى: ﹛﴿ قَالَتِ الْاَعْرَابُ ﴾|﹜ (الحجرات: ١٤) وهم جماعة من الذكور، مما تشير إشارة لطيفة إلى أن جماعة النساء الضعيفات اللطيفات تتخاشن وتتقوى وتكسب نوعاً من الرجولة، فاقتضت الحال صيغة المذكر، فجاء فعل «قال» مناسباً وفي غاية الجمال. أما الرجال الأقوياء فلأنهم يعتمدون على قوتهم ولا سيما الأعراب البدويون فتكون جماعتهم ضعيفة كأنها تكسب نوعاً من خاصية الأنوثة من توجس وحذر ولطف ولين فجاءت صيغة التأنيث للفعل ملائمة جداً في قوله تعالى: ﹛﴿ قَالَتِ الْاَعْرَابُ ﴾|﹜.
نعم إنَّ الذين ينشدون الحق لا يرون وجه الحاجة إلى معاونة الآخرين لما يحملون في قلوبهم من إيمان قوي يمدهم بسند عظيم ويبعث فيهم التوكل والتسليم، حتى لو احتاجوا إلى الآخرين فلا يتشبثون بهم بقوة. أما الذين جعلوا الدنيا همّهم، فلغفلتهم عن قوة استنادهم ومرتكزهم الحقيقي يجدون في أنفسهم الضعف والعجز في إنجاز أمور الدنيا، فيشعرون بحاجة مُلحة إلى من يمد لهم يد التعاون فيتفقون معهم اتفاقاً جاداً لا يخلو من تضحية وفداء.
وهكذا فلأن طلاب الحق لا يقدرون قوةَ الحق الكامنة في الاتفاق ولا يبالون بها، ينساقون إلى نتيجة باطلة وخيمة تلك هي الاختلاف. بينما أهلُ الباطل والضلالة فلأنهم يشعرون -بسبب عجزهم وضعفهم- بما في الاتفاق من قوة عظيمة فقد نالوا أمضى وسيلة توصلهم إلى أهدافهم، تلك هي الاتفاق.
نعم إنَّ الذين ينشدون الحق لا يرون وجه الحاجة إلى معاونة الآخرين لما يحملون في قلوبهم من إيمان قوي يمدهم بسند عظيم ويبعث فيهم التوكل والتسليم، حتى لو احتاجوا إلى الآخرين فلا يتشبثون بهم بقوة. أما الذين جعلوا الدنيا همّهم، فلغفلتهم عن قوة استنادهم ومرتكزهم الحقيقي يجدون في أنفسهم الضعف والعجز في إنجاز أمور الدنيا، فيشعرون بحاجة مُلحة إلى من يمد لهم يد التعاون فيتفقون معهم اتفاقاً جاداً لا يخلو من تضحية وفداء.
وهكذا فلأن طلاب الحق لا يقدرون قوةَ الحق الكامنة في الاتفاق ولا يبالون بها، ينساقون إلى نتيجة باطلة وخيمة تلك هي الاختلاف. بينما أهلُ الباطل والضلالة فلأنهم يشعرون -بسبب عجزهم وضعفهم- بما في الاتفاق من قوة عظيمة فقد نالوا أمضى وسيلة توصلهم إلى أهدافهم، تلك هي الاتفاق.
Yükleniyor...