إنسان أن يصارع وحده ما لا يعد من الأعداء، ويحصل بنفسه على ما لا يحد من الحاجات، بما يملك من اقتدارٍ كذرة، واختيارٍ كشعرة، وشعورٍ كلمعة تزول، وحياة كشعلة تنطفئ، وعمرٍ كدقيقة تنقضي، مع أنه لا يكفي كلُّ ما في يده لواحدٍ من مطالبه. فعندما يصاب -مثلاً- بمصيبة لا يرجو الدواءَ لدائه إلّا من أسباب صُمّ، حتى يكون مصداق الآية الكريمة: ﹛﴿ وَمَا دُعَٓاءُ الْكَافِر۪ينَ اِلَّا ف۪ي ضَلَالٍ ﴾|﹜ (الرعد: ١٤). إن دهاءك المظلم قد قَلب نهارَ البشرية ليلاً، ذلك الليل البهيم بالجور والمظالم، ثم تريدين أن تنوّري ذلك الظلام المخيف بمصابيح كاذبة مؤقتة!.. هذه المصابيح لا تبتسم بوجه الإنسان، بل تستهزئ به، وتستخف من ضحكاته التي يطلقها ببلاهة وهو متمرغ في أوحال أوضاع مؤلمة مُبكية! فكل ذي حياة في نظر تلاميذك، مسكينٌ مبتلىً بمصائب ناجمة من هجوم الظلمة. والدنيا مأتمٌ عمومي، والأصوات التي تنطلق منها نعيات الموت، وأناتُ الآلام، ونياحات اليتامى.
إنَّ الذي يتلقى الدرس منك ويسترشد بهَديك يصبح «فرعوناً» طاغية.. ولكنه فرعون ذليل، إذ يعبد أخسّ الأشياء، ويتخذ كل شيء ينتفع منه رباً له.
وتلميذك هذا «متمردٌ» أيضاً.. ولكنه متمرد مسكين، إذ لأجل لذةٍ تافهة يقبّل قدَمَ الشيطان، ولأجل منفعة خسيسة يرضى بمنتهى الذل والهوان.
وهو «جبّار» ولكنه جبار عاجز في ذاته لأنه لا يجد مرتكزاً في قلبه يأوي إليه.
إنَّ غاية ما يصبو إليه تلميذُك وذروة همّته: تطمينُ رغبات النفس وإشباعُ هواها، حتى إنه دسّاس يبحث تحت ستار الحمية والتضحية والفداء عن منافعه الذاتية، فيُطَمْئِنُ بدسيسته وخبثه حرصَه ويُشبع نَهمَ غروره، إذ لا يحب حقاً إلّا نفسَه، بل يضحي بكل شيء في سبيلها.
أما التلميذ المخلص الخالص للقرآن الكريم فهو «عبدٌ» ولكنه لا يتنزل لعبادةِ أعظم مخلوق، فهو «عبدٌ عزيزٌ» لا يرضى حتى بالجنة -تلك النعمة العظمى- غايةً لعبوديته لله.
وهو «ليّن هيّن» ولكنه لا يتذلل لغير فاطره الجليل، ولغير أمره وإذنه، فهو صاحبُ همة عليا وعزيمة صادقة.
وهو «فقير» ولكنه مستغن عن كل شيء بما ادّخر له مالكُه الكريم من الثواب الجزيل.
إنَّ الذي يتلقى الدرس منك ويسترشد بهَديك يصبح «فرعوناً» طاغية.. ولكنه فرعون ذليل، إذ يعبد أخسّ الأشياء، ويتخذ كل شيء ينتفع منه رباً له.
وتلميذك هذا «متمردٌ» أيضاً.. ولكنه متمرد مسكين، إذ لأجل لذةٍ تافهة يقبّل قدَمَ الشيطان، ولأجل منفعة خسيسة يرضى بمنتهى الذل والهوان.
وهو «جبّار» ولكنه جبار عاجز في ذاته لأنه لا يجد مرتكزاً في قلبه يأوي إليه.
إنَّ غاية ما يصبو إليه تلميذُك وذروة همّته: تطمينُ رغبات النفس وإشباعُ هواها، حتى إنه دسّاس يبحث تحت ستار الحمية والتضحية والفداء عن منافعه الذاتية، فيُطَمْئِنُ بدسيسته وخبثه حرصَه ويُشبع نَهمَ غروره، إذ لا يحب حقاً إلّا نفسَه، بل يضحي بكل شيء في سبيلها.
أما التلميذ المخلص الخالص للقرآن الكريم فهو «عبدٌ» ولكنه لا يتنزل لعبادةِ أعظم مخلوق، فهو «عبدٌ عزيزٌ» لا يرضى حتى بالجنة -تلك النعمة العظمى- غايةً لعبوديته لله.
وهو «ليّن هيّن» ولكنه لا يتذلل لغير فاطره الجليل، ولغير أمره وإذنه، فهو صاحبُ همة عليا وعزيمة صادقة.
وهو «فقير» ولكنه مستغن عن كل شيء بما ادّخر له مالكُه الكريم من الثواب الجزيل.
Yükleniyor...