مثال ذلك: شخص لديه ألفٌ وعشرٌ من البذور، زرعَها في التراب، فجعلها تتعرض للتفاعلات الكيمياوية. فإذا أنبتت عشرٌ من تلك البذور وأينعت، فإن المنافعَ الحاصلة منها تفوق -بلا شك- خسارةَ الألفِ بذرة التي تعرضت للتلف والفساد.
وهكذا، فإن المنافعَ والمنزلة والأهمية التي حازتها البشرية من عشرة أشخاص كاملين يتلألأون كالنجوم في سمائها، والذين أخذوا بيد الإنسانية إلى مراقي الفلاح، وأضاءوا السُبُل أمامَهم وأخرجوهم إلى النور بمجاهدتهم للنفس والشيطان.. لاشك أنها تزيل ما يلحق بها من أثر الضرر الناجم من كثرة الداخلين في حمأة الكفر من الضالين الذين يُعدّون من جنس الحشرات لتفاهتهم ودناءتهم. لهذا فقد رضيت العدالةُ الإلهية وحكمتُها وسمحت الرحمةُ الربّانية بوجود الشياطين وتسلّطها.
فيا معشر أهل الإيمان! إنَّ درعكم المنيع لصد أولئك الأعداء، هو التقوى المصنوعة في دوحة القرآن الكريم. وإن خنادقكم الحصينة هي سُنّة نبيّكم عليه أفضل الصلاة والسلام. وأما سلاحكم فهو الاستعاذةُ والاستغفار والالتجاء إلى الحرزِ الإلهي.
Yükleniyor...