وتأخروا فيها، نراهم يستغلون الفرص المناسبة -وإن كانت خمس دقائق- ليقرؤوا رسائل النور باستمرار. ولم تشاهَد مثل هذه الرغبة الشديدة ومثل هذا التعلق الشديد بمؤلفات أي عالم اجتماعي أو عالم نفسي أو فيلسوف، إذ لا يستفيد من هؤلاء سوى الأشخاص المتعلمين. فعندما يطالِع طالب في مدرسة متوسطة، أو امرأةٌ تعرف القراءة كتابا لفيلسوف ما، فإنهم قد لا يستفيدون منه، ولكن الجميع -كل حسب قابلياته- يستفيدون من رسائل النور. لذا فإن هناك أمة كاملة تنتظر بلهفة قراركم بتبرئة «بديع الزمان» و«طلاب النور». ولو لم يقم «سعيد النورسي» بتلقين طلابه دروسا في الصبر والتحمل لدى أوقات المحن والشدائد -مثلما جمع طلابه عندما كان قائدا للحامية الفدائية في أثناء الحرب- فإن آلافا من طلاب النور كانوا سيضربون خيامهم على تلول مدينة «أفيون» ينتظرون فيها قرار البراءة من محكمة الجنايات الكبرى في «أفيون».
لم يستطع أحد حتى الآن إثباتَ أن نشاط «سعيد النورسي» ونشاط طلاب النور يدخل من الناحية القانونية في إطار نشاطِ جمعية سرية. فلماذا لا يمكن إثبات ذلك؟ أَفَيعجز شخص يُعدّ رجلَ قانون مختص ارتقى حتى وصل إلى مقام الادعاء العام عن إثبات ذلك قانونيا؟ كلا.. إنه ليس عاجزا عن ذلك أبدا. ولكنْ نظرا لعدم وجود تشكيلة لجمعية سرية فإنه لا يكون بوسع أحد أن يثبت وجود مثل هذه الجمعية.
لقد قال المدعي العام في البداية: «طلاب النور ليسوا جمعية» فكان رأيه هذا وحُكمه صائبا وضمن الإطار القانوني، ولكنه عاد بعد قليل -ولا أحد يدري لماذا- وقال: «إنهم جمعية».. وهذا تناقض، ولا شك أنه رأيٌ له لا حُكمٌ. ونحن على يقين بأن هيئة المحكمة تدرك هذه الحقيقة إدراكا تاما وأنها ستقرر أنه «لا توجد جمعية سرية تؤلف بينهم».
أيها الحكام المحترمون!
لو كان من عادة القلب أن تتقطع في موقف الحزن والأسى لكان من المفروض أن يتمزق القلب إلى عدد ذراته أسىً ولوعة أمام خبرٍ عن شاب سقط في هاوية الإلحاد.
وهكذا فإن قرار التبرئة الذي سيصدر عنكم سيكون وسيلة فعالة لإنقاذ شباب الإسلام والعالم الإسلامي من هذه الآفة الرهيبة، وهذا هو أحد الأسباب التي تربطني برباط لا ينفصم مع «بديع الزمان» ومع مؤلفاته.
لم يستطع أحد حتى الآن إثباتَ أن نشاط «سعيد النورسي» ونشاط طلاب النور يدخل من الناحية القانونية في إطار نشاطِ جمعية سرية. فلماذا لا يمكن إثبات ذلك؟ أَفَيعجز شخص يُعدّ رجلَ قانون مختص ارتقى حتى وصل إلى مقام الادعاء العام عن إثبات ذلك قانونيا؟ كلا.. إنه ليس عاجزا عن ذلك أبدا. ولكنْ نظرا لعدم وجود تشكيلة لجمعية سرية فإنه لا يكون بوسع أحد أن يثبت وجود مثل هذه الجمعية.
لقد قال المدعي العام في البداية: «طلاب النور ليسوا جمعية» فكان رأيه هذا وحُكمه صائبا وضمن الإطار القانوني، ولكنه عاد بعد قليل -ولا أحد يدري لماذا- وقال: «إنهم جمعية».. وهذا تناقض، ولا شك أنه رأيٌ له لا حُكمٌ. ونحن على يقين بأن هيئة المحكمة تدرك هذه الحقيقة إدراكا تاما وأنها ستقرر أنه «لا توجد جمعية سرية تؤلف بينهم».
أيها الحكام المحترمون!
لو كان من عادة القلب أن تتقطع في موقف الحزن والأسى لكان من المفروض أن يتمزق القلب إلى عدد ذراته أسىً ولوعة أمام خبرٍ عن شاب سقط في هاوية الإلحاد.
وهكذا فإن قرار التبرئة الذي سيصدر عنكم سيكون وسيلة فعالة لإنقاذ شباب الإسلام والعالم الإسلامي من هذه الآفة الرهيبة، وهذا هو أحد الأسباب التي تربطني برباط لا ينفصم مع «بديع الزمان» ومع مؤلفاته.
Yükleniyor...