هكذا كان الإمام يعلّم، والسائح ينصت ويصغي بكل اهتمام. ثم رجع إلى نفسه وخاطبها:
لما كان هذا الإمام الهمام يقول كذا، وأن ازدياد قوة الإيمان ولو بمقدار ذرة هو أثمن من أطنان من كسب المعارف والكمالات، بل هو ألذ وأطيب مائةَ مرة من حلاوة الأذواق والوجد. وحيث إن الاعتراضات والشبهات المتراكمة حول الإيمان والقرآن -التي تثيرها فلاسفة أوروبا منذ ألف سنة- قد وجدت سبيلها إلى قلوب المؤمنين، فيهاجمون بها أهل الإيمان، ويحاولون بذلك زعزعة الأركان الإيمانية التي هي أساس السعادة الأبدية ومدار الحياة الباقية ومفتاح الجنة الخالدة، فلابد إذن -وقبل كل شيء- أن نزيد إيماننا قوةً ونحوّله من إيمان تقليدي إلى إيمان تحقيقي.
فهيا بنا أيتها النفس لنسرْ قُدُما مع هذه المراتب الإيمانية التسع والعشرين التي وجدناها، والتي كل منها راسخة رسوخ الجبل الأشم، قاصدين إيصالها إلى عدد الأذكار والتسبيحات المباركات للصلاة وهي الثلاث والثلاثون. فلنطرق باب الإدارة والإعاشة الربانية في عالم الأحياء الذي يترقرق عِبرا وعظات، ونفتحه بمفتاحِ بسم الله الرحمن الرحيم كي نرى المنزل الثالث ونشاهد ما فيه.
فطرق السائح باب المنزل الثالث الذي هو محشر العجائب ومجمع الغرائب، طرقَه بكل استرحام ورفق ولطف، ومن ثم فتحه ب«بسم الله الفتّاح»، فبدا له المنزل الثالث ودخل فيه، ووجد أن هناك أربع حقائق عظمى محيطة تنير ذلك المنزل وتكشف التوحيد وتبينها كالشمس الساطعة.
الحقيقة الأولى: وهي حقيقة «الفتاحية»
أي انفتاح ما لا يحد من الصور المنتظمة المتنوعة المختلفة بتجلي اسم «الفتاح»، من مادة بسيطة جدا، وانكشافها معا في كل طرف من أنحاء العالم، وفي آن واحد، وبفعل واحد.
نعم، كما أن القدرة الفاطرة قد فتحت الموجوداتِ المختلفة غير المحدودة، في رياض الكائنات كتفتح الأزهار؛ فأعطت باسم «الفتاح» كلا منها طرزا منتظما يناسبه، وشخصيةً منفردة تميّزه. فقد منحت كذلك -بشكل أكثر إعجازا- صورةً موزونة، مزينة، ومتميزة،
لما كان هذا الإمام الهمام يقول كذا، وأن ازدياد قوة الإيمان ولو بمقدار ذرة هو أثمن من أطنان من كسب المعارف والكمالات، بل هو ألذ وأطيب مائةَ مرة من حلاوة الأذواق والوجد. وحيث إن الاعتراضات والشبهات المتراكمة حول الإيمان والقرآن -التي تثيرها فلاسفة أوروبا منذ ألف سنة- قد وجدت سبيلها إلى قلوب المؤمنين، فيهاجمون بها أهل الإيمان، ويحاولون بذلك زعزعة الأركان الإيمانية التي هي أساس السعادة الأبدية ومدار الحياة الباقية ومفتاح الجنة الخالدة، فلابد إذن -وقبل كل شيء- أن نزيد إيماننا قوةً ونحوّله من إيمان تقليدي إلى إيمان تحقيقي.
فهيا بنا أيتها النفس لنسرْ قُدُما مع هذه المراتب الإيمانية التسع والعشرين التي وجدناها، والتي كل منها راسخة رسوخ الجبل الأشم، قاصدين إيصالها إلى عدد الأذكار والتسبيحات المباركات للصلاة وهي الثلاث والثلاثون. فلنطرق باب الإدارة والإعاشة الربانية في عالم الأحياء الذي يترقرق عِبرا وعظات، ونفتحه بمفتاحِ بسم الله الرحمن الرحيم كي نرى المنزل الثالث ونشاهد ما فيه.
فطرق السائح باب المنزل الثالث الذي هو محشر العجائب ومجمع الغرائب، طرقَه بكل استرحام ورفق ولطف، ومن ثم فتحه ب«بسم الله الفتّاح»، فبدا له المنزل الثالث ودخل فيه، ووجد أن هناك أربع حقائق عظمى محيطة تنير ذلك المنزل وتكشف التوحيد وتبينها كالشمس الساطعة.
الحقيقة الأولى: وهي حقيقة «الفتاحية»
أي انفتاح ما لا يحد من الصور المنتظمة المتنوعة المختلفة بتجلي اسم «الفتاح»، من مادة بسيطة جدا، وانكشافها معا في كل طرف من أنحاء العالم، وفي آن واحد، وبفعل واحد.
نعم، كما أن القدرة الفاطرة قد فتحت الموجوداتِ المختلفة غير المحدودة، في رياض الكائنات كتفتح الأزهار؛ فأعطت باسم «الفتاح» كلا منها طرزا منتظما يناسبه، وشخصيةً منفردة تميّزه. فقد منحت كذلك -بشكل أكثر إعجازا- صورةً موزونة، مزينة، ومتميزة،
Yükleniyor...