ومثلا: لما كانت الكرة الأرضية تسبّح لله بعدد رؤوس الأنواع الموجودة فيها، من حيوان ونبات وجماد. وبعدد ألسنة أفراد تلك الأنواع، وبمقدار أعضاء تلك الأفراد، وبعدد أوراقها وأثمارها، فإن تقديم هذه العبودية الفطرية غير الشعورية العظيمة جدا، وتمثيلَها، وعرضها بعلم وشعور على الحضرة الإلهية المقدسة، يتطلب حتما مَلكا موكلا له أربعون ألف رأس، وفي كل رأس أربعون ألف لسان يسبح بكل لسان أربعين ألف تسبيحة، مثلما أخبر المخبر الصادق بهذه الحقيقة نفسها. (11) نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وعظمتها وسلطانها أن يكون جبرائيل عليه السلام على ماهية عجيبة وهو المؤهل لتبليغ العلاقات الربانية للإنسان الذي هو أهم نتيجة لخلق الكون. وأن يكون إسرافيل وعزرائيل عليهما السلام على ماهية عجيبة أيضا، وهما يمثلان -مجرد تمثيل- الإجراءاتِ الإلهيةَ الخاصة للخالق سبحانه، ويُشْرفان بعبودية خالصة على أعظم شيء في عالم الأحياء، وهو البعث والموت. وأن يكون ميكائيل عليه السلام على ماهية عجيبة أيضا، إذ يمثل بشعور كامل أنواعَ الشكر غير الشعورية على الإحسانات الرحمانية في الرزق الذي هو أجمع دائرة من دوائر الحياة وأوسعها للرحمة وأكثرها تذوقا، فضلا عن إشرافه عليها.
نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وأبهتها بقاءُ الروح ووجودُ أمثال هؤلاء الملائكة على ماهية عجيبة جدا، إذ إن وجود هؤلاء ووجودَ كل طائفة خاصة منهم قطعيُّ الثبوت ولا ريب فيه مطلقا، فهو ثابت بدرجة تليق بثبوت وجود الجلال والسلطنة الظاهرة في الكون كالشمس. وليقَس على هذا الموادُّ الأخرى التي تخص الملائكة.
نعم، إن الذي يخلق في الكرة الأرضية أربعمائة ألف نوع من الأحياء، بل يخلق من أبسط المواد ومن العفونات، ذوات أرواح بكثرة هائلة، ويعمّر بهم أرجاء الأرض ويجعلهم ينطقون بلسانهم إعجابا: «ما شاء الله، بارك الله، سبحان الله» أمام معجزات صنعته سبحانه، والذي جعل حتى الحيوانات الدقيقة تنطق ب «الحمد لله والشكر لله والله أكبر» حيال إحسانات الرحمة الواسعة وآلائها.. إن هذا القدير ذا الجلال والجمال قد خَلق بلا ريب ولا شبهة سَكنةً روحانيين تناسب السماوات الشاسعة، ممن لا يعصون أمره، ويعبدونه دوما، فيعمِّر بهم السماواتِ دون أن يدعها خالية مقفرة. فأوجد أنواعا كثيرة جدا من الملائكة هي أكثر بكثير من
نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وأبهتها بقاءُ الروح ووجودُ أمثال هؤلاء الملائكة على ماهية عجيبة جدا، إذ إن وجود هؤلاء ووجودَ كل طائفة خاصة منهم قطعيُّ الثبوت ولا ريب فيه مطلقا، فهو ثابت بدرجة تليق بثبوت وجود الجلال والسلطنة الظاهرة في الكون كالشمس. وليقَس على هذا الموادُّ الأخرى التي تخص الملائكة.
نعم، إن الذي يخلق في الكرة الأرضية أربعمائة ألف نوع من الأحياء، بل يخلق من أبسط المواد ومن العفونات، ذوات أرواح بكثرة هائلة، ويعمّر بهم أرجاء الأرض ويجعلهم ينطقون بلسانهم إعجابا: «ما شاء الله، بارك الله، سبحان الله» أمام معجزات صنعته سبحانه، والذي جعل حتى الحيوانات الدقيقة تنطق ب «الحمد لله والشكر لله والله أكبر» حيال إحسانات الرحمة الواسعة وآلائها.. إن هذا القدير ذا الجلال والجمال قد خَلق بلا ريب ولا شبهة سَكنةً روحانيين تناسب السماوات الشاسعة، ممن لا يعصون أمره، ويعبدونه دوما، فيعمِّر بهم السماواتِ دون أن يدعها خالية مقفرة. فأوجد أنواعا كثيرة جدا من الملائكة هي أكثر بكثير من
Yükleniyor...