المسألة السابعة

ثمرة أينعت في يوم جمعة من أيام سجن دنيزلي

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

﹛﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ ﴾|﹜ (النحل:٧٧)


﹛﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾|﹜ (لقمان:٢٨)


﹛﴿ فَانْظُرْ اِلٰٓى اٰثَارِ رَحْمَتِ اللّٰهِ كَيْفَ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاۜ اِنَّ ذٰلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتٰىۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾|﹜ (الروم:٥٠).

كنت قد ألقيت ذات يوم درسا في «قسطموني» بلغة العلوم المدرسية على بعض طلبة الثانوية الذين جاؤوا يسألونني: «عَرِّفْنَا بخالقنا» كما جاء في «المسألة السادسة» المذكورة آنفا، واطّلع عليها بعضُ من استطاع الاتصال معي من المسجونين في «دنيزلي» فحصل لديهم من الاطمئنان الإيماني والقناعة التامة ما جعلهم يستشعرون شوقا غامرا نحو الآخرة، فبادروا بالقول: «علّمنا آخرتنا أيضا علما كاملا، لا تُضلّنا بعده أنفسُنا وشياطينُ العصر، فتلقي بنا إلى مثل هذه السجون!». ونزولا عند طلب هؤلاء وإسعافا لحاجة طلبة رسائل النور في سجن «دنيزلي» وللرغبة الملحة من أولئك الذين طالعوا «المسألة السادسة»، فقد رأيت لزاما علىّ أن أُبين خلاصة موجزة عن الركن الإيماني المهم: «الآخرة».

فأقول ملخصا من رسائل النور: كما أننا سألنا في «المسألة السادسة» الأرضَ والسماوات عن خالقنا سبحانه وتعالى، فأجابتنا بلسان العلوم الحاضرة بما عرَّفنا بخالقنا الكريم معرفة واضحة وضوح الشمس، فسنسأل كذلك أولاً ربَّنا الذي عَرَفْناه يقينا عن آخرتنا، ثم نسأل رسولَنا الأعظم ﷺ ثم قرآنَنا الكريم، ثم سائرَ الأنبياء عليهم السلام والكتب المقدسة، ثم الملائكةَ، ثم الكائنات.

Yükleniyor...