تنبيه

إن كلَ حقيقة من الحقائق الشاهدة لتسع عشرة مرتبة من مراتب الباب الأول للمقام الثاني المذكور آنفا، كما تدل على وجوب الوجود بتحققها ووجودها، كذلك تدل بإحاطتها على الوحدة والأحدية. إلّا أنها عُدّت «دلائل وجوب الوجود» حيث أَثبتت -صراحةً- الوجودَ مقدما.


أما الباب الثاني للمقام الثاني فلقيامه بإثبات التوحيد -صراحة- أولا، وإثبات الوجود ضمنه، فقد أُطلق عليه «براهين التوحيد». وإلّا فكلاهما -أي الباب الأول والثاني- يثبتان الوجود والتوحيد معا، ولكن لأجل التمييز بينهما يكرر في الباب الأول فقرة «بشهادة عظمة إحاطة حقيقة»، وفي الباب الثاني فقرة «بمشاهدة عظمة إحاطة حقيقة»، إشارة للوحدانية الظاهرة الجلية، وكأنها مشاهَدة.


ولقد عزمتُ على توضيح مراتب الباب الثاني القابل، كما هو في الباب الأول، ولكن موانعَ بعض الأحوال اضطرتني إلى الاختصار والإجمال؛ لذا نحيل إلى رسائل النور لاستيفاء حقّه من البيان والوضوح.



Yükleniyor...