أحدهما: هو ابن أخي المرحوم «فؤاد» الذي أحرز الدرجة الأولى في المدارس العليا وهو الناشر لحقائق رسائل النور.

الثاني: تلك التي حجت وطافت بالبيت وهي تعاني سكرات الموت وسلَّمتْ روحها في الطواف، وهي المرحومة أختي العالمة: «خانم».

فبينما أبكاني وفاة هذين القريبين كبكائي على «عبد الرحمن»(∗) -المذكور في «رسالة الشيوخ»- رأيت بنور الإيمان -قلبا ومعنىً- صداقةَ الملائكة ورفاقةَ الحُور العين لذلك الشاب الطيب: «فؤاد» ولتلك السيدة الصالحة، عوضا عن صداقة الناس، ورأيت نجاتَهما من مهالك الدنيا وخلاصَهما من خطاياها. فبدأت أشكر الله -وهو أرحم الراحمين- ألف شكر وشكر، بما حوّل ذلك الحزن الشديد إلى الشعور بالبهجة، والإحساس بالسرور.. وبدأت أهنئهم وأهنئ أخي «عبد المجيد»(∗) (أبا فؤاد) وأهنئ نفسي كذلك. ولقد كُتب هذا وسُجل هاهنا من أجل أن ينال هذان المرحومان بركة الدعاء.

إن جميع ما في رسائل النور من موازين ومقارنات إنما هو لبيان ثمار سعادة الإيمان ونتائجها التي تعود للحياة الدنيا والحياة الأخرى، فتلك الثمار الكلية الضخمة تُري في الدنيا سعادة الحياة وتذيق لذائذها خلال العمر، كما تخبر أنَّ إيمان كل مؤمن سيُكسبه في الآخرة سعادة أبدية، بل ستثمر وتتكشف وتنبسط بالصورة نفسها هناك. فمِن نماذج تلك الثمار الكلية العديدة كتبت خمس ثمار منها على أنها ل«لمعراج» في نهاية «الكلمة الحادية والثلاثين» وخمس ثمار في «الغصن الخامس من الكلمة الرابعة والعشرين».

فكما ذكرنا آنفا أن لكل ركن من أركان الإيمان ثمارا كثيرة جدا بلا حدود، فلمجموع أركان الإيمان معا ثمرات لا حدّ لها أيضا:

إحداها: الجنة العظيمة..

والأخرى: السعادة الأبدية..

والثالثة: هي ألذّها وهي رؤية الله جل جلاله هناك.

وقد وضح بجلاء في المقارنة المعقودة في نهاية «الكلمة الثانية والثلاثين» بعض ثمار الإيمان الذي هو محور سعادة الدارين.


Yükleniyor...