فاستشعر ظلماتٍ معنويةً رهيبة خانقة كظلمات في بحر لجّيّ تنبعث من هذا الفهم الذي في تيار ﹛﴿ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم ﴾|﹜ و ﹛﴿ الضَّالِّينَ ﴾|﹜ . فقال من أعماقه: يا حسرتاه! ماذا عملنا؟ لِمَ ركبنا هذه السفينة المرعبة؟ وكيف النجاة منها؟ فقذف نظارة تلك الفلسفة العمياء وكَسَرَها، ودخل تيارَ ﹛﴿ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾|﹜ وإذا بحكمة القرآن تغيثه مُسَلِّمَةً إلى عقله منظارا يبين الحقيقة كاملة، قائلة له: انظر الآن.. فنظر ورأى:
أن اسم ﹛﴿ رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾|﹜ قد أشرق من بُرجِ قوله تعالى ﹛﴿ هُوَ الَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمُ الْاَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا ف۪ي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه۪ وَاِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾|﹜ (الملك:١٥) وجعل الأرض سفينة آمنة سالمة تمخر عباب بحر الكون الواسع بانتظام دقيق دائرةً حول الشمس لأجل حِكَم كثيرة ومنافعَ شتى، مشحونةً بذوي الحياة وما يلزمها من أرزاق، وهي تجلب محاصيل المواسم للمحتاجين إلى الرزق، ونصب سبحانه وتعالى ملَكين اثنين يسميان ب«الثور والحوت» ملّاحَين وقائدَين لتلك السفينة. فيُجريانها في سياحة عبر المملكة الربانية التي هي في منتهى الهيبة والروعة، لتستجمّ مخلوقاتُ الخالق الجليل وضيوفُه في فضاء هذا الكون الواسع. وهكذا تُبين هذه السياحة المهيبة حقيقةَ ﹛﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾|﹜ حيث تعرّف خالقَها بتجلي هذا الاسم.
وبعدما أدرك السائح هذا المعنى من مشاهدته الأرضَ ردّد من أعماق روحه ووجدانه: ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾|﹜ ودخل ضمن طائفة الذين أنعمت عليهم.
النموذج الثاني من العوالم التي شاهدها ذلك السائح هو أنه:
بعدما غادر ذلك السائح سفينةَ الأرض، دخل عالم الإنسان والحيوانات. فنظر إلى العالم بمنظار الحكمة الطبيعية غير المستلهِمة للحياة والروح من الدين، فرأى أن حاجاتٍ غير محدودة لذوي حياة لا يحصون، وأعداءً غير محدودين محيطون بهم يؤذونهم ويُلحِقون بهم أضرارا جسيمة في حوادثَ قاسية لا رحمة فيها، وهم لا يملكون من رأس المال إلّا واحدا من ألف بل واحدا من مائة ألف إزاء تلك الحاجات. وليس في اقتدارهم تجاه تلك الأمور والأشياء المضرة إلّا واحد من مليون! فتألم السائح أمام هذه الحالة التي تثير الرثاء والرهبة والألم -لما يحمل الإنسان من علاقات الرقة الجنسية والشفقة النوعية والعقل- وتألّم لحالهم
أن اسم ﹛﴿ رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾|﹜ قد أشرق من بُرجِ قوله تعالى ﹛﴿ هُوَ الَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمُ الْاَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا ف۪ي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه۪ وَاِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾|﹜ (الملك:١٥) وجعل الأرض سفينة آمنة سالمة تمخر عباب بحر الكون الواسع بانتظام دقيق دائرةً حول الشمس لأجل حِكَم كثيرة ومنافعَ شتى، مشحونةً بذوي الحياة وما يلزمها من أرزاق، وهي تجلب محاصيل المواسم للمحتاجين إلى الرزق، ونصب سبحانه وتعالى ملَكين اثنين يسميان ب«الثور والحوت» ملّاحَين وقائدَين لتلك السفينة. فيُجريانها في سياحة عبر المملكة الربانية التي هي في منتهى الهيبة والروعة، لتستجمّ مخلوقاتُ الخالق الجليل وضيوفُه في فضاء هذا الكون الواسع. وهكذا تُبين هذه السياحة المهيبة حقيقةَ ﹛﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾|﹜ حيث تعرّف خالقَها بتجلي هذا الاسم.
وبعدما أدرك السائح هذا المعنى من مشاهدته الأرضَ ردّد من أعماق روحه ووجدانه: ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾|﹜ ودخل ضمن طائفة الذين أنعمت عليهم.
النموذج الثاني من العوالم التي شاهدها ذلك السائح هو أنه:
بعدما غادر ذلك السائح سفينةَ الأرض، دخل عالم الإنسان والحيوانات. فنظر إلى العالم بمنظار الحكمة الطبيعية غير المستلهِمة للحياة والروح من الدين، فرأى أن حاجاتٍ غير محدودة لذوي حياة لا يحصون، وأعداءً غير محدودين محيطون بهم يؤذونهم ويُلحِقون بهم أضرارا جسيمة في حوادثَ قاسية لا رحمة فيها، وهم لا يملكون من رأس المال إلّا واحدا من ألف بل واحدا من مائة ألف إزاء تلك الحاجات. وليس في اقتدارهم تجاه تلك الأمور والأشياء المضرة إلّا واحد من مليون! فتألم السائح أمام هذه الحالة التي تثير الرثاء والرهبة والألم -لما يحمل الإنسان من علاقات الرقة الجنسية والشفقة النوعية والعقل- وتألّم لحالهم
Yükleniyor...