أكثرهم لم يشاهدوه ولكنهم متعلقون به برابطة قوية لا تنفصم، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا طلبة لرسائل النور وأن يتلقوا دروسهم عنها.

إن مثل هذا النظام الرائع وغير الاعتيادي للتدريس لم يشاهَد لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ المعاصر ولم يُشاهَد في أية جامعة.

قال لي السيد المدعي: «إن الاحترام الذي تبديه نحو «بديع الزمان» لا تبديه نحو المفسرين الآخرين».

وهذا صحيح.. فإن الاحترام والتوقير يتناسب مع درجة الكمال، والمنّة والشكر يتناسب مع مقدار الفائدة المستحصلة، فإن عِظَم الفائدة المستحصلة من مؤلفات «بديع الزمان» لا نراه في غيرها.

إن الماسونيين والشيوعيين يحاولون أن لا نعرف وأن لا يَعرف شبابُنا خاصة «بديعَ الزمان» الذي يُعَدُّ من أكبر المؤلفين والمفكرين المسلمين في القرن العشرين. ولكن الشباب التركي المسلم والأمة الإسلامية وشبابها الواعين عرفوا هذا الأستاذ الرائد واستفادوا منه وجعلوا غيرهم أيضا يستفيدون منه.

وهذا هو السبب في أن الارتباط القوي نحو «بديع الزمان» والثقةَ به لا يمكن أن تهتز أو تنفصم.

ولكون رسائل النور تقوم بتفسير آيات القرآن الحكيم بمهارة فائقة وبلغتنا التركية دون أن تفقد هذه الآياتُ خصوصيتها التي تعد أكبر معجزة لها، فإن جميع طبقات الشعب رجالا ونساءً، موظفين وأصحابَ حِرف، علماء وفلاسفة يستطيعون قراءتها والاستفادة منها. ومن جراء الفوائد التي يرونها فيها -كل حسب استعداده- يزداد تعلقهم بها. فالجميع يقرؤونها.. طلاب الثانوية وطلاب الجامعة وأساتذة الجامعة والفلاسفة، وفضلا عن استفادة هذه الطبقة المثقفة فإنهم يتفقون ويُجمعون على روعة بيان التأليف وأسلوبه في رسائل النور فيزداد شوقهم لقراءة المجموعة الكاملة لهذه الرسائل.

إن جميع من تعرّف حديثا على «بديع الزمان» وعلى رسائل النور من أصحاب الإدراك السليم يأسفون على عدم معرفتهم لها في السابق. ولكي يعوّضوا عن المدة التي فقدوها


Yükleniyor...