﹛﴿ وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى ﴾|﹜ (الأنفال:١٧).. وارتواءُ أصحابه من الماء النابع كالكوثر من بين أصابعه الخمسة المباركة عندما اشتدّ بهم العطشُ.. وغيرُها من مئات المعجزات التي ظهرت بين يديه، والمنقولة إلينا نقلاً صحيحاً قاطعاً أو متواتراً، فاستطلَعها السائحُ إلى «المكتوب التاسع عشر» أي رسالة «المعجزات الأحمدية» تلك الرسالة الخارقة ذات الكرامة المتضمنة لأكثر من ثلاثمائة معجزة من معجزاته ﷺ بدلائلها القاطعة وأسانيدها الموثوقة.

ثم حدّث نفسَه قائلاً: «إنَّ مَن كان ذا «أخلاق حسنة» بهذا القدر و«فضائل» إلى هذا الحد، و«معجزات» باهرة بهذه الكثرة، فلا جرم أنه صاحبُ أصدق حديث ومن ثم لا يمكن أبداً -وحاشاه- أن يتنازل إلى الحيلة والكذب والتَمويه التي هي دأب الفاسدين».

ثانيها: كونُ القرآن الذي بيده ﷺ معجِزاً من سبعة أوجه، ذلك الأمر الصادر من مالك الكون الذي يسلّم به ويصدّقُه أكثرُ من ثلاثمائة مليونٍ من البشر في كل عصر. ولما كانت «الكلمة الخامسة والعشرون» أي رسالة «المعجزات القرآنية» وهي شمس «رسائل النور» قد أثبتت بدلائل قوية أنَّ هذا القرآن الكريم معجِزٌ من أربعين وجهاً، وأنه كلام رب العالمين، لذا أحال السائحُ ذلك إلى تلك الرسالة المشهورة لبيانها المفصل للإعجاز. ثم قال: إنَّ الأمين على كلام الله، والمترجِم الفعلي له، والمبلِّغ لهذا النبأ العظيم إلى الناس كافة، وهو الحق بعينه والحقيقة بذاتِها، لا يمكن أنْ يصدر منه كذبٌ قط، ولن يكون موضعَ شبهة أبداً.

ثالثها: إنه ﷺ قد بعث بشريعةٍ مطهَّرة، وبدِينٍ فطري، وبعبودية خالصة، وبدعاء خاشع، وبدعوة شاملة، وبإيمان راسخ، لا مثيلَ لِمَا بُعثَ به ولن يكون، -وما وُجِد- أكملُ منه ولن يوجد.

لأن «الشريعة» التي تجلّت من أمّيّ ﷺ وأدارت خمسَ البشرية على اختلافها منذ أربعة عشر قرناً إدارةً قائمة على الحق والعدل بقوانينها الدقيقة الغزيرة، لا تَقبل مثيلاً أبداً.

وكذا «الإسلام» الذي صدر من أفعالِ مَن هو أمّيّ ﷺ ومن أقواله ومن أحواله، هو رائدُ ومصدرُ ثلاثِمائة مليون من البشر ومرجِعُهم في كل عصر، ومعلِّمٌ لعقولهم ومرشدٌ لها، ومنوِّرٌ لقلوبهم ومهذِّبٌ لها، ومربٍّ لنفوسهم ومزكٍّ لها، ومَدارٌ لانكشاف أرواحهم ومعدِنٌ لسموها، لم يأت ولن يأتيَ له مثيل.

Yükleniyor...