وكمالاته وجماله المخفي، وذلك حسب قاعدةِ: «إن كلَ مهارة تطلب الإعلان عن نفسها، وكلَ صنعة جميلة متقنة تريد أن تدفع الآخرين إلى تقديرها، وكل كمال ومزيّة يحاول إظهار نفسه، وكل جمال وحُسن يريد أن يبين نفسه».
هذا وإن كل مَن يشاهد هذا القصر المنيف المليء بالمعجزات والخوارق لاشك ينتقل فكرُه مباشرة إلى حذاقةِ بانيه ومهارته، وإبداعِ مالِكه وإتقانه، وجمالِ صاحبه وكمالاته ومزاياه، حتى يقوده هذا التأمل إلى التصديق بتلك الفضائل والمزايا والإيمان بها كأنه يشاهدها بعينه؛ إذ يقول: «إن مَن لم يكن جميلا بنواحيه وجوانبه كافة، ومبدعا في أموره وشؤونه كافة، لا يمكن أن يكون مصدرَ هذا القصر البديع في كل جهة من جهاته ولا يمكن أن يكون موجِدَه وبانيَه ومخترعَه -أي من غير تقليد- بل إن محاسن ذلك الباني المعنويةَ وكمالاتِه كأنها قد تجسمت بهذا القصر». هكذا يقول وهكذا يقضي ويقرر.
والأمر كذلك فيمن ينظر إلى جمال هذا العالم المسمى بالكون، هذا المعرضِ البديع والقصر الباذخ والمخلوقات العجيبة.. لا شك أنَّ فكرَه ينتقل مباشرة إلى أن هذا القصر الذي تزيّن بهذا الجمال الرائع إنما هو مرآة عاكسة لإظهار محاسن غيره وجماله وكماله، مالم يختل عقلُه ويفسد قلبه.
نعم، مادام هذا القصر -قصرُ العالم- ليس له مثيل يشبهه، كي يُقتبسَ الجمال منه وتُقلّدَ المحاسن منه، فلا شك أن صانعه وبانيه له من المحاسن والجمال ما يليق به في ذاته وفي أسمائه، بحيث يقتبس العالمُ الجمالَ منه. ولأجل ذلك بني هذا العالم على وفق أنوار ذلك الجمال، وكُتب كالكتاب المتقن البديع ليعبّر عن ذلك الجمال.
البرهان الثالث: له ثلاث نكات:
النكتة الأولى: وهي الحقيقة المذكورة في «الموقف الثالث من الكلمة الثانية والثلاثين» والتي جاءت فيه بتفصيل جميل للغاية مع حجج قوية دامغة. نحيل تفاصيلها إلى تلك الرسالة مشيرين هنا إشارات مختصرة إليها على النحو الآتي:
إننا ننظر إلى هذه المصنوعات ولاسيما الحيوانات والنباتات الماثلة أمامنا، فنرى أن تزيينا دائما وتجميلا لطيفا وتنظيما دقيقا -لا يمكن أحالته على المصادفة- يهيمن عليها، مما يبيّن القصدَ والإرادة ويُشعر بالعلم والحكمة.
هذا وإن كل مَن يشاهد هذا القصر المنيف المليء بالمعجزات والخوارق لاشك ينتقل فكرُه مباشرة إلى حذاقةِ بانيه ومهارته، وإبداعِ مالِكه وإتقانه، وجمالِ صاحبه وكمالاته ومزاياه، حتى يقوده هذا التأمل إلى التصديق بتلك الفضائل والمزايا والإيمان بها كأنه يشاهدها بعينه؛ إذ يقول: «إن مَن لم يكن جميلا بنواحيه وجوانبه كافة، ومبدعا في أموره وشؤونه كافة، لا يمكن أن يكون مصدرَ هذا القصر البديع في كل جهة من جهاته ولا يمكن أن يكون موجِدَه وبانيَه ومخترعَه -أي من غير تقليد- بل إن محاسن ذلك الباني المعنويةَ وكمالاتِه كأنها قد تجسمت بهذا القصر». هكذا يقول وهكذا يقضي ويقرر.
والأمر كذلك فيمن ينظر إلى جمال هذا العالم المسمى بالكون، هذا المعرضِ البديع والقصر الباذخ والمخلوقات العجيبة.. لا شك أنَّ فكرَه ينتقل مباشرة إلى أن هذا القصر الذي تزيّن بهذا الجمال الرائع إنما هو مرآة عاكسة لإظهار محاسن غيره وجماله وكماله، مالم يختل عقلُه ويفسد قلبه.
نعم، مادام هذا القصر -قصرُ العالم- ليس له مثيل يشبهه، كي يُقتبسَ الجمال منه وتُقلّدَ المحاسن منه، فلا شك أن صانعه وبانيه له من المحاسن والجمال ما يليق به في ذاته وفي أسمائه، بحيث يقتبس العالمُ الجمالَ منه. ولأجل ذلك بني هذا العالم على وفق أنوار ذلك الجمال، وكُتب كالكتاب المتقن البديع ليعبّر عن ذلك الجمال.
البرهان الثالث: له ثلاث نكات:
النكتة الأولى: وهي الحقيقة المذكورة في «الموقف الثالث من الكلمة الثانية والثلاثين» والتي جاءت فيه بتفصيل جميل للغاية مع حجج قوية دامغة. نحيل تفاصيلها إلى تلك الرسالة مشيرين هنا إشارات مختصرة إليها على النحو الآتي:
إننا ننظر إلى هذه المصنوعات ولاسيما الحيوانات والنباتات الماثلة أمامنا، فنرى أن تزيينا دائما وتجميلا لطيفا وتنظيما دقيقا -لا يمكن أحالته على المصادفة- يهيمن عليها، مما يبيّن القصدَ والإرادة ويُشعر بالعلم والحكمة.
Yükleniyor...