إن رسائل النور التي تصون شبابنا من الوقوع في أحضان الشيوعية والخروجِ من دينه والسقوطِ في مهاوي البلايا والمصائب التي تؤدي به إلى خيانة الوطن التي لا عقاب لها إلّا الإعدام رميا بالرصاص.. إنني مستعد أن يُحكم عليَّ بالإعدام رميا بالرصاص من أجل رسائل النور هذه، وأَنْ أُبرِز صدري لتلك الرصاصات دون خوف أو تردد، ولو قطّعوني بالخناجر إربا إربا في سبيل أستاذي «بديع الزمان» لدعوت الله أن يجعل دمائي المتناثرة حوالي تكتب: «رسائل النور.. رسائل النور».

هيئة المحكمة الموقرة!

إن قراءة رسائل النور وتحصيل العلم فيها شيء مبتكر وأصيل في الحقيقة ولا يوجد ما يشابهه؛ ذلك لأنَّ أي تحصيل علمي آخر تكون الغاية من الاستمرار فيه هي المنفعة المادية أو الحصول على موقع ما. أي إن الدوام لهذه الدروس لا تكون عن رغبة بل -في الغالب- للحصول على منافع مادية أو على شهرة. أما رسائل النور فتشبه جامعة حرة غير منظمة، والذين يداومون في هذه الجامعة بقراءة رسائل النور لا يبتغون أي هدف دنيوي بل يبتغون خدمة الإيمان والقرآن فقط لا غير.

ومع هذا فإن رسائل النور التي هي مؤَلَّف علمي وإيماني جاد، تُقرأ بكل شوق وبكل لهفة، وتُقرأ بمتعة وسرور كبيرين إلى درجة أن قرّاءها الصادقين يحسون برغبة لقراءتها مرات عديدة. وأن الذين استنسخوا رسائل النور وقرؤوها عندما سِيقُوا إلى المحاكم وأصبحت حياتهم في خطر، فإنهم اعترفوا بقراءتهم لها وبعزمهم على دوام قراءتها، ولو أيقنوا أن قرار الإعدام سيصدر بحقهم لَما تزحزحوا عن موقفهم الثابت هذا. وهذه الخاصية الموجودة في رسائل النور ضمن صفاتها الخارقة للعادة، لابد أنها تجعلكم تتساءلون:

«أ أرواح هؤلاء المعترفين رخيصة عليهم إلى هذا الحد؟».

إذن فهناك حقيقة سامية في رسائل النور وفي «بديع الزمان»، ولابد من عدم وجود أمور ضارة في هذه المؤلفات، لأنهم لم ينكروا قراءتها.

إن طلاب المدارس يَدرسون دروسهم لوجود قوة تفرض عليهم النظام والدراسة، أما «بديع الزمان» فلم يُجبِر أحدا على قراءة رسائل النور، ولكن هناك مئات الآلاف من القراء

Yükleniyor...