باسمه سبحانه

إخوتي الأعزاء الصديقين الثابتين الذين لا ينال منهم القلق والاضطراب ولا يتركون الآخرة بالعودة إلى الدنيا الفانية!

لا تحزنوا من بقائنا هنا مدة أخرى لرغبتهم في توسيع دائرة قضيتنا، بل كونوا راضين شاكرين كما أنا راضٍ شاكر، إذ العمر لا يتوقف بل يحث الخطى نحو الزوال، وينال البقاء بثمراته الأخروية في مثل هذه المعتكفات، فضلا عن أن دائرة دروس رسائل النور تتوسع. فمثلا: اضطر علماء هيئة الخبراء إلى قراءة «سراج النور» بإمعان، علما أن هناك احتمالَ ورود نقيصة لخدمتنا الإيمانية -بجهة أو جهتين- فيما إذا أُفرج عنا في هذه الفترة.

إنني لا أرغب في مغادرة السجن بالرغم من أنني أقاسي المضايقات أكثر منكم بكثير. وأنتم كذلك اجهدوا -حسب المستطاع- على الصبر والتحمل والتعود على نمط الحياة هنا مع الاشتغال باستنساخ رسائل النور ودراستها لتجدوا السلوان والسرور.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


إخوتي الأعزاء الصديقين!

أولا: ربما كان عدد منا يسافر لأداء فريضة الحج في هذه السنة لو كان السفر إليه حرا مسموحا به. (33) نسأل الله تعالى أن يَقبل نياتِنا هذه وكأننا سافرنا إلى الحج فعلا، ويمنحَ خدمتنا الإيمانية والنورية ثوابا عظيما كثواب الحج ونحن نعاني هذه الأحوال المليئة بالمضايقات والمشقات.

ثانيا: إن رسائل النور تفسير قيّم وحقيقي للقرآن الكريم. لقد كررنا هذا الكلامَ. وخطر الآن للقلب بيانُ حقيقته وذلك لعدم وضوح معناه الحقيقي:


Yükleniyor...