الشقي يحصر نظره في الأمور القذرة الفاسدة لعجزه عن التنظيف، فينتابه الغثيان ويتضايق بدلا من أن ينسرّ في الحديقة، ويتركها هكذا..

هذا وإن صفحات الحياة الاجتماعية البشرية الحالية ولاسيما «المدرسة اليوسفية» هي بمثابة حديقة، فيها أشياء قبيحة وحسنة معا وفيها أمور محزنة ومفرحة جنبا إلى جنب. فالكيّس مَن أشغل نفسه بالأمور الجميلة من دون أن يعبأ بالقبيحة والفاسدة منها. فيشكرُ ربّه وينسرّ في موضع الشكوى والقلق.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


إخوتي الأعزاء الصادقين الثابتين!

أبارككم بكل روحي وقلبي، فلقد ضمدتم جرحنا بسرعة. وأنا بدوري فرحت تمام الفرح وانسررت الليلة بالشفاء. ومن المعلوم أن «مدرسة الزهراء» تتوسع وتزوّد الأذهان والقلوب بسر الإخلاص الحقيقي والتضحية الجادة وترك الأنانية والتواضع التام وذلك ضمن دائرة النور، وتقوم بنشر هذه الأمور في الأوساط. فلابد إذن أن لا يُفسد تلك الدروسَ القوية والعلاقة الأخوية المتينة ما يتولد من المشاعر والأحاسيس من أمور عابرة في منتهى الجزئية ولا الدّلّ فيما بينكم. إن لمعة «الإخلاص» خير ناصح في هذا المجال.

وقد وُضعتْ في الوقت الحاضر خطةٌ رهيبة لضربنا وتشتيتِ رسائل النور وزعزعةِ الروابط بين طلابها، وذلك بإلقاء الجفاء بين الطلاب وإحداثِ السآمة فيما بينهم وإيجادِ الفرقة من حيث اختلاف المشرب والفكر..

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


أخي العزيز السيد رأفت!

بحرمة القرآن العظيم، وبحق ارتباطكم القرآني، وبشرف خدماتكم العظيمة في مسلك النور طوال عشرين سنة.. ارفعوا ما بينكم من هجر وسخط، فهو رهيب رغم كونه شيئا جزئيا -ظاهرا- إلّا أنه أليم فجيع بالنسبة لأوضاعنا الحالية الدقيقة. فهو عون عظيم للمنافقين


Yükleniyor...