(إن ما يوجب الحيرة، أن جملة من «اللمعة السادسة عشرة» وهي لصالحنا، حوّلوها إلى جملة ضدنا، وأبدوا رغبة في مصادرة تلك الرسالة القيمة.)

من «اللمعة السادسة عشرة»:

إن مصيبة الحرب وبلاءها، ضرر بالغ لخدمتنا القرآنية.. إن القدير ذا الجلال الذي يطهّر وجه السماء الملبّد بالغيوم ويبرز الشمس الساطعة في وجه السماء اللامع خلال دقيقة واحدة، هو القادر أيضا على أن يزيل هذه الغيوم السوداء المظلمة الفاقدة للرحمة. ويُظهر حقائق الشريعة كالشمس المنيرة بكل يسر وسهولة وبغير خسارة.

إننا نرجو هذا من رحمته الواسعة، ونسأله سبحانه أن لا يكّلفنا ذلك ثمنا غاليا، وأن يمنح رؤوس الرؤساء العقلَ ويهب لقلوبهم الإيمان. وهذا حسبنا، وحينها تتعدل الأمور بنفسها وتستقيم.

ما دام الذي في أيديكم نوراً، وليس هراوة وصولجانا، فالنور لا يُعارَض ولا يُهرَب منه، ولا ينجم من إظهاره ضرر. فلِمَ إذن توصون أصدقاءكم بأخذ الحذر وتمنعونهم من إبراز رسائل نيّرة كثيرة للناس كافة؟.

مضمون جواب هذا السؤال باختصار هو: أن رؤوس كثير من الرؤساء مخمورة، لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، فيؤوّلونه إلى معنى خطأ، ويعترضون ويهاجمون. لذا، وللحيلولة دون الهجوم ينبغي عدم إظهار النور لهم لحين إفاقتهم واسترجاع رشدهم.

ثم إن هناك غير منصفين كثيرين، ينكرون النور، أو يغمضون أعينهم دونَه، لأغراض شخصية خاصة، أو خوفا أو طمعا..

ولأجل هذا أوصى إخوتي أيضا ليأخذوا حذرهم ويحتاطوا للأمر، وعليهم أن لا يعطوا الحقائق أحدا من غير أهلها، أن لا يقوموا بعمل يثير أوهام أهل الدنيا وشبهاتهم عليهم.


Yükleniyor...