(هذه جملة سجّلتها المحكمة في القرار بتخوف شديد ضدنا والحال أن تلك الجملة الشديدة التي كُتبتْ قبل خمس عشرة سنة قد عدّلت إلى هذه الصيغة.)

«إخوتي! مراعاةً لمشاعر الأبرياء والشيوخ، لا تثأروا لي ممن يقتلني ظلما، فحسبهم عذاب القبر والسَقر».

ينبغي أن تحملهم هذه الفقرة الآتية على الإنصاف:

«إنكم ترون أن لنا خلافا ومعارضة كلية معكم، ومعاملاتُكم القاسية شاهدةٌ على ذلك. فأنتم تضحون بدينكم وآخرتكم في سبيل دنياكم. ونحن بدورنا مستعدون على الدوام للتضحية بدنيانا في سبيل ديننا، وفي سبيل آخرتنا، وهذا هو سر المعارضة التي بيننا حسب ظنكم.

ولا جرم أن التضحية ببضع سنين من حياتنا التي تمضي في ذل وهوان في ظل حُكمكم القاسي قساوةَ الوحوش لنكسِبَ بها شهادة خالصة في سبيل الله، تُعدّ ماءَ كوثر لنا. ولكن استنادا إلى فيض القرآن الحكيم وإشاراته، أُخبركم يقينا بالآتي لترتعدَ فرائصُكم:

إنكم لن تعيشوا بعد قتلي، فإن يدا قاهرة ستأخذكم من دنياكم هذه التي هي جنتكم وأنتم مغرمون بها، وتطردكم عنها، وتقذف بكم فورا إلى ظلمات أبدية، وسيُقتل بعدي رؤساءكم الذين تَنمرَدوا وطغَوا قِتلة الدواب، ويُرسَلون إليّ، وسأمسك بخناقهم أمام الحضرة الإلهية، وسآخذ حقي منهم بإلقاء العدالة الإلهية إياهم في أسفل سافلين.

أيها الشقاة الذين باعوا دينهم وآخرتهم بحطام الدنيا!

إن كنتم تريدون أن تعيشوا حقا فلا تتعرضوا لي ولا تمسّوني بسوء، وإن تعرضتم فاعلموا أن ثأري سيؤخذ منكم أضعافا مضاعفة.. اعلموا هذا جيدا ولترتعدْ فرائصكم!

وإني آمل من رحمة الله سبحانه أن موتي سيخدم الدين أكثر من حياتي، وأن وفاتي ستنفلق على رؤوسكم انفلاقَ القنبلة، وستشتت رؤوسَكم وتبعثرها.

فإن كانت لكم جرأة، فتعرّضوا لي، فلئن كان لكم ما تفعلونه بي، فلتَعلمُنّ أن لكم ما تنتظرونه وتلاقونه من عقاب.

Yükleniyor...