فليست لهما إلّا عينٌ واحدة فقط تنحصر رؤيتها في الحياة الدنيا. أما الأخرى التي لها القدرة على رؤية العقبى والآخرة فعوراء ممسوحة.

ولقد رأيت في عالم معنويٍ دجالَ المسلمين، وشاهدت بعيني ما في إحدى عينَيه من قوةِ تسخيرٍ مغناطيسية، وعرفتُه منكِرا كليا لله. هذا الإنكارُ هو الذي يدفعه إلى الهجوم بجرأة على المقدسات، ولكن عامة الناس يجهلون الحقيقة فيظنون أنه يقوم بأعماله بجرأة فائقة وقدرة عظيمة.

إن أمة بطلة مجيدة -وهي تتجرع هزائمها- بدافع الإعجاب بالبطولة، تشيد ببطولة هذا القائد المكَّار المستدرج، الذي نال شهرة وحظا وانتصارات، وتصرِف نظرَها عن ماهيته الحقيقية، وتحاول ستر سيئاته.. فيا هلاكها!

ولكن كما نفهم من الروايات بأن نور الإيمان وضياءَ القرآن الموجود في روح الجيش البطل المجاهد والأمة المتمسكة بدينها يدفعهما إلى مشاهدة حقيقة الحال فيحاولون تعمير ما دمّره ذلك القائد من دمار مريع.

المسألة الثالثة الصغيرة

وهي حوادث ثلاث ذات عبر:

الحادثة الأولى: انطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رسول الله ﷺ يوما فأشار ﷺ إلى أحدهم بين صبيان اليهود، وقال: هذا صورتُه. فقال عمر رضي الله عنه: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال ﷺ: «إنْ يكُنه فلن تسلَّط عليه -أي إن يكن هذا السفياني- وإن لم يكُن فلا خير لك في قتله» . (33) فهذه الرواية تشير إلى أن صورته ستظهر في كثير من الأشياء زمن حُكمه وإلى أنه سيولد بين اليهود.

ومن الغريب أن سيدنا عمر رضي الله عنه الذي حمل عداوة وغضبا شديدا على صورته المشاهَدة في صبي حتى أراد قتله، أصبح لدى ذلك «السفياني» أكثر مَن يُثني عليه، ويعجب به ويقدره..

Yükleniyor...