الدول والشعوب، فكانت ل«تروتسكي» اليهودي اليد الطولى في تأسيس المنظمة الشيوعية، حتى أوصلوه إلى القيادة العامة، ومن بعد ذلك جعلوه في رئاسة الحكومة في روسيا خَلَفا ل«لينين» الذي ربّوه، فدمروا روسيا دمارا رهيبا وأبادوا محاصيلها لألف سنة. وأظهروا -أي اليهود- بهذا أنهم منظمةٌ من منظمات الدجال الكبير ومنفذو أعماله، وقد زعزعوا كيان سائر الحكومات أيضا وأثاروا فيها الاضطرابات والقلاقل.

المسألة الخامسة عشرة

إن القرآن الكريم الذي يورد حوادث يأجوج ومأجوج مجمَلا يذكرها الحديث الشريف بشيء من التفصيل، ولكن تلك التفصيلات ليست بمثل إجمال القرآن الكريم محكَمة بل ربما تُعد من المتشابهات إلى حد ما، فتحتاج إلى تأويل بل إلى تعبير لاختلاط اجتهادات الرواة فيها.

إن تأويلا لهذا ولا يعلم الغيب إلّا الله هو أنه كناية وإشارة إلى أن قبائل المانجور والمغول -الذين يطلِق عليهم القرآن بلغته السماوية «يأجوج ومأجوج»- سيدمّرون العالم كله في الأزمان المقبلة مثلما أغاروا -عدة مرات- على آسيا وأوروبا مع قبائل من الصين وما حولها، وأحلّوا فيهما الهرج والمرج. حتى إن الإرهابيين المشهورين في المنظمات الشيوعية الآن ينتمون إليهم.

نعم، إن الفكر الاشتراكي تولَّد في الثورة الفرنسية وترعرع بدعوتها إلى التحرر، ولما كان هذا الفكر الاشتراكي يدعو إلى تدمير قسم من المقدسات فقد انقلب أخيرا إلى البلشفية. وقد نشرت البلشفية أيضا بذورَ الإفساد لتحطيم كثير من المقدسات والمُثُل الأخلاقية والإنسانية. وستثمر تلك البذورُ حتما حناظلَ الفوضوية والإرهاب التي لا تعرف حدودا لشيء، ولا تقيم وزنا له. إذ القلب الإنساني إذا انتُزع منه الرأفةُ والرحمة والاحترام فإن العقل والذكاء يسيطران -عندئذ- على زمام الإنسان ويجعلان أولئك الناس كالوحوش الضارية والكلاب المسعورة، فلا يجدي معهم الضبطُ السياسي.

إن أخصب مرتع للفكر الفوضوي الإرهابي هو الأماكن المزدحمة بالمظلومين، والقبائلِ البعيدة عن الحضارة وعن الحكومة والدولة، والتي اعتادت النهب والإغارة، فهذه الشروط تنطبق على قبائل المانجور والمغول وقسمٍ من قبائل القرغيز الذين كانوا السبب في بناء سد الصين بطول أربعين يوما والذي يُعد أحد عجائب الدنيا السبع.

Yükleniyor...