وهكذا فالرسول الكريم ﷺ الذي يفسر ما أجمَله القرآن الكريم قد أخبر عنهم إخبارا معجِزا محققا.

المسألة السادسة عشرة

في سياق قتل عيسى عليه السلام الدجالَ تُبين الرواياتُ أن للدجال جسما خارقا في الضخامة والعلو حتى يعلو على المنارة، وأن عيسى عليه السلام بالنسبة له صغير جدا. (27)

إن أحد أوجه تأويل هذا، ولا يعلم الغيب إلّا الله ينبغي أن يكون هكذا: إنه كناية وإشارة إلى أن الذين يعرفون عيسى عليه السلام ويتبعونه بنور الإيمان -وهم جماعة الروحانيين المجاهدين- هم قلةٌ قليلة بالنسبة لجنود الدجال العلمية والمادية أي الثقافية والعسكرية.

المسألة السابعة عشرة

ورد: أن الدنيا تسمع ظهورَ الدجال يوم ظهوره، ويسيح في الأرض أربعين يوما، وله حمار هو دابة خارقة.

هذه الروايات -بشرط صحتها- لها عدة تأويلات -والله أعلم-.

هي: أنَّ هذه الروايات تخبر إخبارا معجزا عن أن وسائط النقل والمخابرةِ ستتقدم في زمن ظهور الدجال بحيث إن حادثة واحدة تُسمَع في اليوم الواحد في أنحاء العالم كله، فيصيح الدجال بالراديو ويَسمعه الشرق والغرب، وتُقرأ الحادثة في جميع صحفه وجرائده. وأن الإنسان يستطيع أن يسيح في العالم كله في غضون أربعين يوما، فيرى قاراته السبع وحكوماته السبعين. فهذه الروايات تخبر إخبارا معجزا عن التلغراف والتلفون والراديو والطيارة قبل ظهورها بعشرة قرون.

ثم إن الدجال لا يُسمع في العالم بكونه دجالا، وإنما بصفة مَلِك وحاكم مستبد مطلق، وأن سياحته في الأرض ليست للاستيلاء على الأماكن كلها وإنما لإيقاظ الفتنة والإضلال والإغواء. أما دابته وحماره، فإما أنه القطار الذي إحدى أذنيه ورأسه مصدرُ النار كجهنم،


Yükleniyor...