المسألة التاسعة

لقد صُوّرت في الروايات وقائع «السفياني» وحوادث فتن آخر الزمان أنها تقع حول الشام أو في الجزيرة العربية. (21)

إن تأويلا لهذا -والله أعلم- هو: أن مركز الخلافة في السابق كان في العراق والشام والمدينة، لذا فسر الرواة -باجتهادهم الشخصي- وصوَّروا تلك الأحداث التي تقع حول مركز الدولة الإسلامية -وكأن الخلافة ستظل هكذا- فقالوا: في الشام.. حلب. ففصلوا باجتهادهم الشخصي ما ورد مجملا في الأحاديث.

المسألة العاشرة

لقد ذكرَت الرواياتُ القدرةَ الهائلة الخارقة لأشخاص آخر الزمان.

إن تأويلا لهذا -والعلم عند الله- هو: أنه كناية عن عظمة الشخصية المعنوية التي يمثلونها. مثلما صُوِّر في حينه القائدُ الياباني الذي دحر روسيا، بأن أحد قدميه في البحر المحيط والأخرى في قلعة بورت آرثر. أي إن عظمة الشخص المعنوي الرهيبة، تصور في ممثل تلك الشخصية وفي تماثيل ذلك الممثل الضخمة. أما قدراتهم الفائقة وقوتُهم الخارقة، فلكون أكثر إجراءاتهم من قبيل التخريب وإثارة الشهوات وتحريك الرغبات، مما تُظهر اقتدارا فوق المعتاد، إذ التخريب سهل. فعُودُ ثقاب واحد يمكنه أن يحرق قريةً كاملة، وإثارة الشهوات وتحريك الرغبات تَسري سريعا لميل النفوس إليها.

المسألة الحادية عشرة

ورد: أن في آخر الزمان يكون لأربعين امرأة قيّم واحد. (22)

إن لهذا تأويلين والله أعلم بالصواب:

الأول: أنَّ الزواج الشرعي يقل في ذلك الزمان أو يُرفع، كما حدث في روسيا؛ فالرجل السائب الذي تجنب من الارتباط بامرأة واحدة، يكون قيِّما على أربعين امرأة شقية.


Yükleniyor...