وهكذا تجلب فتنةُ ذلك الزمان -بملاهيها ومسارحها ومراقصها وأماكن البدع وارتكاب الكبائر فيها- عُبَّادَ النفس الأمارة، فيحومون حول تلك الأماكن كالفراش حول النار، وينجذبون إليها حيارى مشدوهين. وإلّا لو كان بالإكراه والإرغام والجبر المطلق، فلا اختيار إذن، ومن ثَم فلا إثم.

المسألة السابعة

ورد: أن «السفياني» سيكون عالما عظيما، ويُضل الناسَ بالعلم، ويتبعه علماء كثيرون. (18)

إن تأويلا لهذا -والعلم عند الله- هو: أنه بدهائه وفنونه وعلمه السياسي يحصل على ذلك الموقع، إذ ليس له من الوسائل التي توصله إلى السلطة كما هو الحال لدى حكام آخرين من وجود العصبة أو القدرة أو الانتساب إلى قبيلة وعشيرة، أو الشجاعة أو الثروة وغيرها. فيسخّر بعقله عقولَ كثير من العلماء، ويجعلهم يدورون في فلكه ويصدرون له الفتاوى، ويجعل كثيرا من المعلمين موالين له. ويسعى حثيثا لتعميم التعليم المجرد من دروس الدين وجعله نهجا رائدا.

المسألة الثامنة

تبين الروايات: أنَّ فتنة الدجال الرهيبة ستقع في صفوف المسلمين حتى استعاذت منها الأمة كلها. إن تأويلا لهذا -ولا يعلم الغيب إلّا الله- هو: أنَّ دجال المسلمين غيرُ دجال الكفار، (19) حتى إن قسما من العلماء المحققين قد قالوا مثلما قال الإمام علي رضي الله عنه (20) بأن دجال المسلمين هو «السفياني» وسيظهر بين المسلمين ويفتنهم بالخداع والتمويه. بينما دجال الكفار الكبير غير «السفياني». وإلّا فالذي لا يرضخ لجبروت الدجال الكبير المطلق يصبح شهيدا، ومن يتبعه مرغما وكارها لا يكون كافرا، وربما لا يكون آثما أيضا.


Yükleniyor...