فكل شهادة من هذه الشهادات الخمس عشرة تتضمن شهادات كثيرة جدا، حتى إن الشهادة الثالثة قد أثبتت دعوى: أشهد أن محمدا رسول الله بقطعية تامة وقوة راسخة لاندراج ألف من الشهادات تحتها بلسان المعجزات، وأعلنت تحققها وقيمتها وأهميتها العظيمة بحيث إن مئات الملايين من الألسنة في طول العالم الإسلامي وعرضه يعلنون تلك الدعوى إلى الكون خمس مرات في اليوم. كما أن ملياراتٍ من أهل الإيمان قد رضوا وصدّقوا بلا ريب أن أساس تلك الدعوى -وهو الحقيقة المحمدية- هي البذرة الأصلية للكون وسببُ خلقِه وأكمل ثمرته، وأن رب العالمين جل جلاله قد جعل تلك الشخصية المعنوية المحمدية داعيا رفيعا إلى سلطان ربوبيته وكشافا صادقا لطلسم الكائنات ومُعَمَّى الخلق، ومثالا ساطعا لألطافه ورحمته، ولسانا بليغا لشفقته ومحبته، وأعظم مبشر بالحياة الدائمة والسعادة الأبدية في العالم الباقي، وخاتمَ مبعوثيه وأعظمَ رسله ﷺ.

فيا خسارةَ من لا يؤمن بحقيقة لها هذه الماهية ولا يثق بها، أو لا يهتم بها! ويا فداحة خطئه وعِظَم ارتكابه بلاهةً وجناية.

فكما أن سورة «الفاتحة» التي في الصلاة بإشاراتها في القسم الثاني تبين حججا قاطعة على دعوى حقيقة التوحيد في «أشهد أن لا إله إلّا الله» وتضع عليها ما لا يحد من علامات التصديق، كذلك تأتى في هذا القسم الثالث أيضا بشهودٍ أقوياءَ يصدقون ما في التشهد مِنْ «أشهد أن محمدا رسول الله» ويضعون عليه ما لا يحد من علامات التصديق.

فيا أرحم الراحمين

بحرمة هذا الرسول الأكرم ﷺ، وفِّقنا لنيل شفاعته واتباع سنته السنية، واجعلنا بجوار آله وأصحابه الكرام في دار السعادة الأبدية.

آمين. آمين. آمين.

اللّهم صلّ وسلّم عليه وعلى آله وصحبه بعدد حروف القرآن المقروءة والمكتوبة آمين.

﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾


Yükleniyor...