الكلمة الخامسة: وهي ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾|﹜

قبل الإشارة إلى ما فيها من حجة، ورَدَ إلى القلب بيانُ سياحةٍ خيالية ذات حقيقة بيانا موجزا بناءً على إيضاح «المكتوب التاسع والعشرين» لها، وهي كالآتي:

بينما كنت أبحث عن معجزات القرآن، كما هو مبين في رسائل النور، ولاسيما في تفسير «إشارات الإعجاز» وفي رسالة «الرموز الثمانية». وحينما وجدتُ بضع معجزات حول الإخبار الغيبي في آية الختام لسورة الفتح؛ والمعجزة التاريخية في الآية الكريمة ﹛﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجّ۪يكَ بِبَدَنِكَ ﴾|﹜ (يونس:٩٢) بل وجدتُ لمعاتِ إعجازٍ متعددةً في كثير من كلمات القرآن ونكاتٍ إعجازيةً دقيقة في بعض حروفه.. في هذه الأثناء وأنا أقرأ سورة الفاتحة في الصلاة ورد إلى قلبي سؤال؛ ليعلّمني معجزةً من معجزات «ن» التي في «نعبد. ونستعين».

والسؤال هو: لِمَ قال: ﹛﴿ نعبد.. نستعين ﴾|﹜ بنون المتكلم مع الغير، ولم يقل «أعبد.. أستعين»؟

وعلى حين غرة فُتح أمام خيالي ميدانُ سياحة واسعة من باب تلك ال«ن». فعلمتُ بدرجة الشهود السرَّ العظيم في صلاة الجماعة، وشاهدت منافعها الجليلة وعلمت يقينا أن هذا الحرف الواحد معجزة بذاتها، وذلك:

عندما كنت أصلى في ذلك الوقت في جامع «بايزيد» وأثناء قولي: ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾|﹜ رأيت أن جماعةَ ذلك الجامعِ يؤيدون دعواي هذه بقولهم مثل ما أقول؛ ويشاركونني مشاركة تامة في دعواي هذه وفي دعائي الذي في ﹛﴿ إهدنا ﴾|﹜ مصدِّقين إياي.. في هذا الوقت بالذات رُفع ستارٌ من أمام خيالي فرأيت كأن مساجد إستانبول كلها قد تحولت إلى «مسجد بايزيد» كبير وجميع المصلين فيها يقولون مثلي: ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾|﹜ مصدّقين دعواي ومؤَمّنين على دعائي. ومن خلال اتخاذهم صورة شفعاء لي، رُفع ستار آخر أمام خيالي، فرأيت أن العالم الإسلامي قد اتخذ صورة مسجد عظيم جدا وأخذت مكةُ المكرمة والكعبة المشرّفة بمثابة محراب ذلك المسجد العظيم وقد يمّم جميعُ المصلين الصافين المتراصين وجوهَهم بشكل حلقات شطرَ ذلك المحراب المقدس وهم يقولون مثلي: ﹛﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ❀ اِهْدِنَا.. ﴾|﹜ وكلٌ منهم يصدّق الكلَ ويدعو باسمهم، جاعلا جميعَ المصلين شفعاء له.

Yükleniyor...