باسمه سبحانه

إخوتي الأعزاء الصديقين!

تَعرض لي حالةٌ روحية مهمة لمرتين أو ثلاث، وهي حالة شبيهة بالتي دفعَتني لأنزوي في جبَل يوشع بإسطنبول قبل ثلاثين سنة وجعلتْني أنسلّ من الحياة الاجتماعية البراقة ل«دار الحكمة الإسلامية»، بل لم أسمح حتى ببقاء المرحوم «عبدالرحمن» معي، وهو الطالب الأول لرسائل النور وبطلُها الرائد، كي ينجزَ بعضَ أعمالي الضرورية.

تلك الحالة التي هي انقلاب روحي أظهر ماهية «سعيد الجديد».

والآن بدأتْ عندي تباشيرُ شبيهةٌ بتلك الحالة، وأعتقد أنها إشارة إلى ظهور «سعيد الثالث» الذي يكون تاركا للدنيا كليا.

بمعنى أن رسائل النور وطلابَها الغيارى سيؤدون مهماتي بدلا عني، فلم يعُد هناك حاجة إليّ. ومن المعلوم أن كل جزء من الأجزاء الجامعة لرسائل النور، وكل طالب من طلابها الثابتين يدرّس ويرشد أفضل مني وأتم.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


باسمه سبحانه

أولا: إنني أخال -بناءً على بعض الأمارات- أن رسالة «مرشد الشباب» تعطى لها أهمية أكثر من المجموعات الأخرى لرسائل النور. فأعتقد أن ما فيها من «نكتة توحيدية في لفظ «هو» قد قصمت ظهرَ أعدائنا الزنادقة وشتتت طاغوتَ الطبيعة التي يستندون إليها. فلم يعُد لشيء ما أن يخفيه بعد أن كان التراب الكثيف يخفيه إلى حدٍ ما. إلّا أنه بعد ظهور تلك النكتة التوحيدية لا يمكن إخفاؤه في الهواء الرقيق الشفاف. بمعنى أنه لا يستطيع أن يخفى نفسه في أية جهة كانت. ليغرروا العدلية بالكفر العنادي والتمرد الارتدادي. وستصرِف رسائلُ النور بإذن الله أنظارَ العدلية إلى صالحها، وستُفشل هذا الهجومَ وتجعله بائرا.


Yükleniyor...