باسمه سبحانه

إخوتي الأعزاء الصديقين!

أولا: لقد أُخطر إلى قلبي بيان معاملة محيرة وذات عبرة وقعت خلال أسري لمرتين (في روسيا وهنا):

كنا في «قوصتورما»، في روسيا، مع تسعين من ضباطنا الأسرى في ردهة واحدة، وكنتُ أُلقي عليهم أحيانا الدرسَ. وذات يوم حضر القائد الروسي وشاهَد الموقفَ وقال: إن هذا الكردي قائدَ المتطوعين قد ذبح كثيرا من جنودنا، ويأتي الآن ويلقى دروسا سياسية هنا، لا يمكن هذا، أمنعه قطعا.

ولكن بعد يومين قال: «يبدو أن دروسكم غير سياسية، بل دينية وأخلاقية. استمر عليها» فسمح بإلقاء الدرس.

وفي أسري الثاني: منعتْ «العدليةُ» أن يَحضر عندي أحد إخوتي الخواص الذي استمعَ إلى دروسي طوال عشرين سنة، ويُحسن إلقاءَ الدرس أفضل مني. ومَنعتْ كذلك أن يأتيني من يعاونني في أموري الضرورية الخاصة كيلا يأخذ درسا مني.

والحال، أن رسائل النور لا تدع حاجة إلى تلقّي الدروس من غيرها، فضلا عن أنه لم يبق لنا درس غيرها، وليس لنا سر يُخفى.. وعلى كل حال فقد حال شيء عن ذكر هذه المسألة الطويلة.

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...