ولكن رسائل النور كلها من أولها إلى آخرها جوابٌ واضح وضوحَ الشمس إزاء ذلك التعبير وتزيل كل معنى يُشم منه ذلك التعبير ويمحيه، بأن مسلكَنا هو ترك الأنانية والغرور والالتزام بالأخوة. لذا فلا شطحات تنم بالغرور عندنا. فضلا عن أن حياة «سعيد الجديد» في رسائل النور المتسمة بالتذلل لله، وتعديله حسن الظن المفرط لدى إخوانه بدروس مكررة دون النظر إلى شعور أحد، تزيل كلَ ما يُشم من ذلك التعبير من معنى.

إخوتي الأعزاء الأوفياء!

لا أرسل إليكم حاليا القرارَ الذي اتفقت عليه هيئةُ الخبراء، لئلا يتضرر المخبر والكاتب.

إن هذه الهيئة الأخيرة قد حاولتْ بكل ما لديها من جهد أن تنقذنا وتحافظ علينا من شر أهل الضلالة والبدع، فقد أقرت بالاتفاق على براءتنا من كل ما أُسند إلينا من التهم، شاعرين بمسؤوليتهم تجاه رسائل النور التي استرشدوا بها. وأن أكثرية الرسائل قد كتبت كتابة علمية إيمانية، وأن «سعيدا» يبين ما اقتنع به بيانا جادا خالصا، وأن ما لديه من قوة واقتدار ليسا كما يُسنَد إليه من إحداث طريقة صوفية وتأسيس جماعة والمجابهة مع الحكومة، بل قوتُه واقتداره ليستا إلّا لإبلاغ حقائق القرآن إلى المحتاجين إليها.

وقالوا أيضا بشأن الرسائل السرية الخاصة التي عُبِّر عنها: إنها غير علمية: «إنه ينجذب أحيانا جذبات روحية ويراوده هيجان الشعور واضطراب الروح، فلا ينبغي أن يكون مسؤولا بسبب هذه المؤلفات». هكذا يُفهم من قرارهم.

وكذا أنه بتعبير «سعيد القديم» و«سعيد الجديد» له شخصيتان، وفي الثانية قوة إيمانية خارقة وعلم حقائق القرآن.

وقالوا مراعاةً لمشاعر أهل الفلسفة المادية: «ربما ينجذب روحيا، وله خلل في الدماغ». قالوا ذلك لأجل إنقاذنا من تبعات التعابير العنيفة للرسائل السرية الخاصة، ولتهدئة شعور معارضينا، وقالوا أيضا -ضمن هذا الشعور-: «ربما هو مصاب باختلال عقلي يرى الخيالَ واقعا».

Yükleniyor...