ومن هنا فإن الندمَ والتخلي خسارتان جسيمتان. فهذا السجن خير لأولئك الطلاب الذين لا علاقة لهم بالدنيا، أو لهم علاقة واهية جدا. بل هو موضع حرية لهم من جهة.
أما الذين لهم حرث في الدنيا وأمورهم المعاشية على ما يرام، فإن النقود المصروفة تكون بمثابة صدقات مضاعفة لهم، وتُبدّل ساعاتُ العمر الماضية إلى عبادات مضاعفة لذا ينبغي لهم الشكر بدل الشكوى.
أما قسم الفقراء والضعفاء المساكين، فلأنهم كانوا لا يكسبون ثوابا كثيرا خارج السجن بل يتحملون مسؤوليات شاقة، فهذا السجن الذي يُكسبهم الخير الكثير والثواب العظيم ومن دون أن تكون على عاتقهم مسؤولية ما، والمشقات التي تتخفف بالتسلي بين الإخوان.. تكون مبعث شكر لهم.
يا إخوتي الأوفياء الأعزاء!
قال لي أحد الأتقياء في «قسطموني» شاكيا: «لقد تردّيت، وتقهقرت عن حالي السابق إذ فقدتُ ما كنت عليه من أحوال وأذواق وأنوار».
فقلت له: بل قد ترقيتَ، واستعليت على الأذواق والكشفيات التي تلاطف النفسَ وتذيقها ثمراتها الأخروية في الدنيا، وتعطيها الشعور بالأنانية والغرور. وقد طِرتَ إلى مقام أعلى وأسمى وذلك بنكران الذات وترك الأنانية والغرور، وبعدم التحري عن الأذواق الفانية.
نعم، إن إحسانا إلهيا مهما هو عدمُ إحساس مَن لم يدَع أنانيتَه بإحسانه، كيلا يصيبه الغرورُ والعجب.
فيا إخوتي!
بناءً على هذه الحقيقة، فإن من يفكر مثل هذا الشخص، أو يهتم بمقامات باهرة يمنحها حسنُ الظن، عندما ينظر إليكم، ويرى فيكم طلابا قد لبسوا لباس التقوى والتواضع التام وتسربلوا بخدمة الناس، يتصوّركم من العوام، أو أُناسا عاديين، فيقول: «أهؤلاء هم أبطالُ الحقيقة ورجالُها، أو هؤلاء يتحدَّون الدنيا بأسرها! هيهات! أين هؤلاء من أولئك المجاهدين في سبيل هذه الخدمة المقدسة، والذين سبقوا الأولياء الصالحين في هذا الزمان فأعجزوهم عن اللحاق بهم».
فإن كان صديقا تصيبه خيبةُ أمل، وإن كان معارضا يجد نفسَه محقا.
أما الذين لهم حرث في الدنيا وأمورهم المعاشية على ما يرام، فإن النقود المصروفة تكون بمثابة صدقات مضاعفة لهم، وتُبدّل ساعاتُ العمر الماضية إلى عبادات مضاعفة لذا ينبغي لهم الشكر بدل الشكوى.
أما قسم الفقراء والضعفاء المساكين، فلأنهم كانوا لا يكسبون ثوابا كثيرا خارج السجن بل يتحملون مسؤوليات شاقة، فهذا السجن الذي يُكسبهم الخير الكثير والثواب العظيم ومن دون أن تكون على عاتقهم مسؤولية ما، والمشقات التي تتخفف بالتسلي بين الإخوان.. تكون مبعث شكر لهم.
يا إخوتي الأوفياء الأعزاء!
قال لي أحد الأتقياء في «قسطموني» شاكيا: «لقد تردّيت، وتقهقرت عن حالي السابق إذ فقدتُ ما كنت عليه من أحوال وأذواق وأنوار».
فقلت له: بل قد ترقيتَ، واستعليت على الأذواق والكشفيات التي تلاطف النفسَ وتذيقها ثمراتها الأخروية في الدنيا، وتعطيها الشعور بالأنانية والغرور. وقد طِرتَ إلى مقام أعلى وأسمى وذلك بنكران الذات وترك الأنانية والغرور، وبعدم التحري عن الأذواق الفانية.
نعم، إن إحسانا إلهيا مهما هو عدمُ إحساس مَن لم يدَع أنانيتَه بإحسانه، كيلا يصيبه الغرورُ والعجب.
فيا إخوتي!
بناءً على هذه الحقيقة، فإن من يفكر مثل هذا الشخص، أو يهتم بمقامات باهرة يمنحها حسنُ الظن، عندما ينظر إليكم، ويرى فيكم طلابا قد لبسوا لباس التقوى والتواضع التام وتسربلوا بخدمة الناس، يتصوّركم من العوام، أو أُناسا عاديين، فيقول: «أهؤلاء هم أبطالُ الحقيقة ورجالُها، أو هؤلاء يتحدَّون الدنيا بأسرها! هيهات! أين هؤلاء من أولئك المجاهدين في سبيل هذه الخدمة المقدسة، والذين سبقوا الأولياء الصالحين في هذا الزمان فأعجزوهم عن اللحاق بهم».
فإن كان صديقا تصيبه خيبةُ أمل، وإن كان معارضا يجد نفسَه محقا.
Yükleniyor...