فحقيقةُ «أشهد أن لا إله إلا الله» مع حججها إذن تُثبت حقيقةَ «أشهد أن محمدا رسول الله» .

ثم إن الخالق الذي جعل مخلوقاته يتبادلون الكلام بمئات الآلاف من الألسنة واللغات وهو الذي يسمع كلام الجميع ويعرفه، فهل يمكن أن لا يتكلم هو؟.. كلا ثم كلا! ثم هل يعقل أن لا يعلّم مقاصده الإلهية بكتاب عظيم كالقرآن الكريم الذي يجيب عن ثلاثة أسئلة تحار العقول أمامها: من أين تأتي هذه المخلوقات؟ والى أين المصير؟ ولماذا تتعاقب ثم لا تلبث أن تغيب؟... كلا.

فالقرآن الكريم الذي نوّر ثلاثة عشر قرنا وأضاءَها.. والذي يتناقله في كل ساعة مائةُ مليون لسانٍ بكل إجلالٍ وتوقير.. والذي سُطّر في صدور ملايين الحفاظ بكل سمو وقداسة.. والذي أدار بقوانينه القسمَ الأعظم من البشرية، وربّى نفوسهم وزكّى أرواحهم، وصفّى قلوبهم وأرشد عقولهم.. والذي هو معجزة خالدة كما أثبتنا إعجازه بأربعين وجها في رسائل النور، فوضح أن له إعجازا لكل طبقة من الطبقات الأربعين للناس (كما جاء في «المكتوب التاسع عشر» ذي الكرامة الخارقة).. هذا القرآن العظيم استحق بحق أن يطلق عليه: «كلام الله» فأصبح محمد ﷺ مع آلاف من معجزاته معجزةً باهرة له.

فهل يمكن أن لا يكون هذا القرآن الكريم كلامَ ذلك المتكلم الأزلي سبحانه؟ وهل يمكن أن لا يكون أوامرُ ذلك الخالق السرمدي جل وعلا؟ حاشا لله وكلا ألف ألف مرة كلا!

ف«الإيمان بالله» مع جميع حججه إذن يُثبت أنَّ القرآن الكريم كلام الله عز وجل.

ثم إن السلطان ذا الجلال الذي يملأ سطح الأرض بذوي الحياة باستمرار ويفرغه، مُعمِّرا دنيانا بذوي الشعور لأجل معرفته سبحانه وعبادته وتسبيحه.

هل يمكن لهذا السلطان ذي الجلال أن يترك السماوات والنجوم خالية فارغة، ولا يعمِّر تلك القصور السماوية بأهالي وسكنة تناسبها؟..

وهل يمكن أن يترك (هذا السلطانُ العظيم) سلطنةَ ربوبيته في أوسع ممالكه بلا هيبة وعظمة، وبلا موظفين مأمورين، وبلا سفراء رسل، وبلا ناظرين مشرفين، وبلا مشاهدين معجبين، وبلا عباد مكرمين، وبلا رعايا مطيعين؟ حاشا لله وكلا.. بعدد الملائكة.

Yükleniyor...