سرمدي بعد شتاء الدنيا الفانية المظلم.. تخبر عنه بحتميةِ مجيء الصبح لهذا الليل وبقطعية مجيء الربيع بعد هذا الشتاء. وبهذه الحقيقة يجيبنا اسم «الحفيظ» مع الأسماء الحسنى الأربعة: «الأول والآخر والظاهر والباطن» عن سؤالنا الذي سألناه حول الحشر.

وما دمنا نرى بأعيننا ونفقه بعقولنا، أن الإنسان:

هو خاتمة ثمرات شجرة الكون وأجمع ما فيها من الصفات..

وهو بذرتها الأصلية من حيث الحقيقة المحمدية..

وهو الآية الكونية الكبرى لقرآن الكون.. بل هو الآية الحاملة لتجليات الاسم الأعظم في ذلك القرآن الكوني كآية الكرسي في القرآن الكريم..

وهو أكرم ضيف في قصر الكون..

وهو أنشط موظف مأذون له بالتصرف في سكنة ذلك القصر..

وهو المأمور المكلف عن حرث مزرعة الأرض والناظر المسؤول عن وارداتها ومصاريفها، بما جُهز من مئات العلوم وألوف المؤهلات..

وهو خليفة الأرض، والمفتش الباحث في مملكة الأرض والمرسل من لدن سلطان الأزل والأبد والعامل تحت رقابته..

وهو المتصرف في شؤون الأرض مع تسجيل كامل لأعماله بجزئياتها وكلياتها..

وهو عبد كليّ، مكلف بعبادة واسعة شاملة..

والحامل للأمانة الكبرى التي أبتِ السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، فانفرجت أمامه طريقان: إحداهما للأشقياء، والأخرى للسعداء..

وهو الذي يعكس كالمرآة جميع تجليات الأسماء الحسنى ويتجلى فيه اسم الله الأعظم..

وهو المخاطب المقصود للخطاب السبحاني والأكثر فهماً للكلام الرباني..

وهو الأكثر فاقة وعجزا من بين أحياء الكون..


Yükleniyor...