فالسعيد -في هذا الرزق الثاني- والمحظوظ فيه، هو من يعلم أن السعي الحلال بالاقتصاد والقناعة -وهما مدارا السعادة واللذة- هو نوع من العبادة، وهو دعاء فعلي لكسب الرزق، لذا يقضي هذا السعيد حياته بهناء ويقبل ذلك الإحسان شاكرا ممتنا.
والشقي التعس في هذا الرزق هو من يتخلى عن السعي الحلال بالإسراف والحرص -وهما سبب الشقاء والخسارة والألم- فيقضي حياته بل يهلكها بطَرق كلِ باب بالكسل والتظلم والتشكي.
فكما أن المعدة تطلب رزقا، فالقلب والروح والعقل والعين والأذن والفم وأمثالُها من لطائف الإنسان ومشاعره هي الأخرى تطلب رزقها من الرزاق الرحيم، وتأخذه منه بكل شكر وامتنان. فيهب سبحانه لكلٍ منها من خزائن رحمته رزقَها الذي يناسبها وترضى به وتلتذ. بل إن الرزاق الرحيم قد خَلق كلا من تلك اللطائف كالعين والأذن والقلب والخيال والعقل وأمثالها بمثابة مفتاح لخزينة رحمته كي يغمرها بالرزق الواسع. فمثلما العين مفتاحٌ لخزائن الجواهر القيمة من الحسن والجمال المنبسط على وجه الكائنات، فاللطائف الأخرى كذلك كل واحدة منها مفتاح لعالم معين، تستفيد منه بالإيمان.. وعلى كل حال فلنرجع إلى أصل الموضوع.
فكما أن الخالق القدير الحكيم قد خلق الحياة خلاصة جامعة مستخلَصة من الكائنات يحشِّد فيها مقاصدَه العامة وتجلياتِ أسمائه الحسنى؛ كذلك جعل الرزق في عالم الحياة مركزا جامعا للشؤون الربانية، خالقا في ذوي الحياة غريزة الاشتهاء وتذوق الرزق، ليفسح بذلك المجال لأهمِ غاية لخلق الكائنات وحكمتها وهي جعل المقابل في شكر ورضى دائمين وكليين يتمان بكل خضوع وعبودية تجاه ربوبيته وتودّده سبحانه.
فمثلا: إنه سبحانه قد عمّر كل طرف من أطراف المملكة الربانية الواسعة جدا؛ فعمَّر السماوات بالملائكة والروحانيين، وعمَّر عالم الغيب بالأرواح، كما عمَّر العالم المادي -لحكمة بث الروح وإضفاء البهجة فيه وبخاصة عالم الهواء والأرض، بل كل جهة منه وفي كل وقت وأوان- بوجود الأحياء وبخاصة الطيور والطويرات والحشرات. فغرز الاحتياج للرزق وتذوّقه في الحيوانات والإنسان؛ وجعلهم يسعون دوما وراء رزقهم. وكأن ذلك الاحتياج
والشقي التعس في هذا الرزق هو من يتخلى عن السعي الحلال بالإسراف والحرص -وهما سبب الشقاء والخسارة والألم- فيقضي حياته بل يهلكها بطَرق كلِ باب بالكسل والتظلم والتشكي.
فكما أن المعدة تطلب رزقا، فالقلب والروح والعقل والعين والأذن والفم وأمثالُها من لطائف الإنسان ومشاعره هي الأخرى تطلب رزقها من الرزاق الرحيم، وتأخذه منه بكل شكر وامتنان. فيهب سبحانه لكلٍ منها من خزائن رحمته رزقَها الذي يناسبها وترضى به وتلتذ. بل إن الرزاق الرحيم قد خَلق كلا من تلك اللطائف كالعين والأذن والقلب والخيال والعقل وأمثالها بمثابة مفتاح لخزينة رحمته كي يغمرها بالرزق الواسع. فمثلما العين مفتاحٌ لخزائن الجواهر القيمة من الحسن والجمال المنبسط على وجه الكائنات، فاللطائف الأخرى كذلك كل واحدة منها مفتاح لعالم معين، تستفيد منه بالإيمان.. وعلى كل حال فلنرجع إلى أصل الموضوع.
فكما أن الخالق القدير الحكيم قد خلق الحياة خلاصة جامعة مستخلَصة من الكائنات يحشِّد فيها مقاصدَه العامة وتجلياتِ أسمائه الحسنى؛ كذلك جعل الرزق في عالم الحياة مركزا جامعا للشؤون الربانية، خالقا في ذوي الحياة غريزة الاشتهاء وتذوق الرزق، ليفسح بذلك المجال لأهمِ غاية لخلق الكائنات وحكمتها وهي جعل المقابل في شكر ورضى دائمين وكليين يتمان بكل خضوع وعبودية تجاه ربوبيته وتودّده سبحانه.
فمثلا: إنه سبحانه قد عمّر كل طرف من أطراف المملكة الربانية الواسعة جدا؛ فعمَّر السماوات بالملائكة والروحانيين، وعمَّر عالم الغيب بالأرواح، كما عمَّر العالم المادي -لحكمة بث الروح وإضفاء البهجة فيه وبخاصة عالم الهواء والأرض، بل كل جهة منه وفي كل وقت وأوان- بوجود الأحياء وبخاصة الطيور والطويرات والحشرات. فغرز الاحتياج للرزق وتذوّقه في الحيوانات والإنسان؛ وجعلهم يسعون دوما وراء رزقهم. وكأن ذلك الاحتياج
Yükleniyor...