الجواب: -والعلم عند الله- أما كون إجراءاتهم وأعمالهم عظيمةً وخارقة، فلأن معظمَها تسوق إلى التخريب، وتدفع إلى هوى النفس. لذا يمكنهم بكل سهولة ويُسرٍ القيامُ بأعمال فوق المعتادة، لأنها تخريب. حتى إن ما ورد في الحديث من: «يوم كسنة» أي إن ما ينجزونه في سنة واحدة من الأعمال لا يمكن إنجازها في ثلاثمائة سنة. أما سبب ظهور اقتدارهم بما هو فوق المعتاد، فإن هناك أربعة أسباب وجهات:

أولاها:

إسنادهم إلى أنفسهم -ظلما وزورا وبالاستدراج- كلَ ما في حكوماتهم الهائلة المستبدة من أعمال حسنة وترقيات حصلت بقوة الجيش الشجاع والأمة النشطة، هو الذي يسبب التوهم من أن أشخاصهم لها اقتدارُ ألف شخص. علما إن القاعدة والحقيقة تقتضيان أن ما ينشأ من عمل الجماعة من المحاسن والأعمال الإيجابية والشرف والغنيمة يُقسم على أفراد الجماعة ويعود إلى أفرادها، في حين تُسند السيئات والسلبيات والخسائر والتخريبات إلى سوء إدارة رئيس الجماعة وتقصيراته.

فمثلا: إذا اقتحم فوجٌ من الجيش قلعة وفتحوها، فإن شرف الانتصار والغنائم التي يحصلون عليها تعود إلى قوة سلاحهم. أما إذا وجدت السلبيات والخسائر فإنها تعود إلى آمرهم. وهكذا -خلافا لهذا الدستور الأساسي المبني على الحق والحقيقة- ينال أولئك الرؤساء المرعبون بالاستدراج والخداع محبةَ عموم أهل الغفلة، رغم أنهم يستحقون أن يقابَلوا بكراهية الناس كلهم، وذلك لإسنادهم الحسنات والإيجابيات والتقدم إلى أنفسهم وإسناد السلبيات والسيئات والأخطاء إلى أمتهم المسكينة.

الجهة الثانية والسبب الثاني:

إن كلا الدجالَين يُجريان حكمَهما باستبداد مطلق وإرهاب شديد وظلم شنيع وقسوة متناهية. لذا يبدو اقتدارا عظيما. نعم، إن إستبدادهم عجيب حتى إنهم يتدخلون -بستار القانون- إلى وجدان كل شخص وإلى مقدساته بل حتى إلى نوع ملابسه.

وأخال أن دعاة التحرر من المسلمين والأتراك -في العصر الأخير- قد أحسوا بهذا

Yükleniyor...