أما القرون الأخرى فكانت تعيش في رعب مستديم. وما كانت لتبقى -حينئذٍ- للحياة متعة وقيمة، ولا للعبادة -التي هي طاعة الفرد باختياره ضمن الخوف والرجاء- أهمية وحكمة.
ثم، لو كان وقت القيامة معينا، لدخل قسم من الحقائق الإيمانية ضمن البدهيات، أي يصدّق بها الجميع سواء أرادوا أم لم يريدوا، ولاختلّ عندئذ سرُّ التكليف وحكمةُ الإيمان المرتبطان بإرادة الإنسان واختياره.
وهكذا أُخفيت الأمور الغيبية لأجل مصالح كثيرة أمثالِ هذه، فصار الإنسان يتوقع مجيء أجَله كل دقيقة مثلما يتوقع بقاءه في الدنيا، ويفكر فيهما معا، ويسعى بجد للدنيا سعيَه للآخرة، ومثلما يَتوقع قيام الساعة في كل عصر يتوقع دوام الدنيا فيه أيضا. ومن هنا غدا الإنسان متمكنا من العمل للحياة الأبدية وهو ينظر إلى فناء الدنيا، ويعمل في الوقت نفسه لعمارة الدنيا، وكأنه يعيش أبدا.
ثم إنه لو كان وقت المصائب والبلايا معينا، لتجرع الإنسان أذىً وألما معنويين من جراء انتظاره وقوع المصيبة ونزول البلاء أضعاف أضعاف ألم المصيبة نفسها. لذا سترت الحكمةُ الإلهية ورحمتُها الواسعة المصائبَ، فظلت مخفية عن الإنسان ومستورة عنه، فلا يتأذى بمثل ذلك الألم المعنوي.
وحيث إن أغلب الحوادث الكونية الغيبية تتضمن أمثال هذه الحكم، فقد مُنع الإخبار عن الغيب. (7) وحتى الذين يخبرون عنه بإذنٍ ربانيّ، فقد أَخبروا عنه إخبارا على صورةِ إشارات فقط، مع شيء من الإبهام دون الصراحة المكشوفة، فيما عدا الحقائق الإيمانية وما هو مدار التكليف، وذلك لئلا يكون هناك قلةُ توقير وعدمُ امتثالٍ كامل للدستور الإلهي:
﹛﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ الْغَيْبَ اِلَّا اللّٰهُ ﴾|﹜ (النمل:٦٥)
بل حتى البشارات التي وردت في حق رسولنا الكريم ﷺ في التوراة والإنجيل والزبور، قد جاءت بشيء من الإبهام وعدم التصريح، مما حدا بأناس من أهل تلك الكتب أن يؤوّلوا تلك الإشارات فلم ينعَموا بالإيمان بالرسول الكريم ﷺ.
ثم، لو كان وقت القيامة معينا، لدخل قسم من الحقائق الإيمانية ضمن البدهيات، أي يصدّق بها الجميع سواء أرادوا أم لم يريدوا، ولاختلّ عندئذ سرُّ التكليف وحكمةُ الإيمان المرتبطان بإرادة الإنسان واختياره.
وهكذا أُخفيت الأمور الغيبية لأجل مصالح كثيرة أمثالِ هذه، فصار الإنسان يتوقع مجيء أجَله كل دقيقة مثلما يتوقع بقاءه في الدنيا، ويفكر فيهما معا، ويسعى بجد للدنيا سعيَه للآخرة، ومثلما يَتوقع قيام الساعة في كل عصر يتوقع دوام الدنيا فيه أيضا. ومن هنا غدا الإنسان متمكنا من العمل للحياة الأبدية وهو ينظر إلى فناء الدنيا، ويعمل في الوقت نفسه لعمارة الدنيا، وكأنه يعيش أبدا.
ثم إنه لو كان وقت المصائب والبلايا معينا، لتجرع الإنسان أذىً وألما معنويين من جراء انتظاره وقوع المصيبة ونزول البلاء أضعاف أضعاف ألم المصيبة نفسها. لذا سترت الحكمةُ الإلهية ورحمتُها الواسعة المصائبَ، فظلت مخفية عن الإنسان ومستورة عنه، فلا يتأذى بمثل ذلك الألم المعنوي.
وحيث إن أغلب الحوادث الكونية الغيبية تتضمن أمثال هذه الحكم، فقد مُنع الإخبار عن الغيب. (7) وحتى الذين يخبرون عنه بإذنٍ ربانيّ، فقد أَخبروا عنه إخبارا على صورةِ إشارات فقط، مع شيء من الإبهام دون الصراحة المكشوفة، فيما عدا الحقائق الإيمانية وما هو مدار التكليف، وذلك لئلا يكون هناك قلةُ توقير وعدمُ امتثالٍ كامل للدستور الإلهي:
بل حتى البشارات التي وردت في حق رسولنا الكريم ﷺ في التوراة والإنجيل والزبور، قد جاءت بشيء من الإبهام وعدم التصريح، مما حدا بأناس من أهل تلك الكتب أن يؤوّلوا تلك الإشارات فلم ينعَموا بالإيمان بالرسول الكريم ﷺ.
Yükleniyor...