٢- أما ما ادَّعاه المدعي العام حول كون ذلك الحديث «موضوعا» فهو حُكمٌ غير عِلميّ، لأن ذلك الحديث «صحيح» ووارد في كتب الأحاديث وعلماء الحديث يقبلونه. ففي عهد المشروطية -أي قبل عهد الحرية- تقدّم اليابانيون والكنيسة الإنجليزية الإنكليكانية بأسئلة إلى علماء ذلك العهد، فقدم علماء إسطنبول بهذه الأسئلة إلى «بديع الزمان» الذي أدرج تأويل هذا الحديث ضمن الرسالة التي أصبح اسمها الآن «الشعاع الخامس». وإن قبول هؤلاء العلماء الأعلام بهذه الأجوبة وعدم اعتراضهم عليها يدل على صحة الحديث.

وليس هذا الجزء فقط من رسائل النور، بل إن جميع الحقائق الواردة فيها وجميع دروسها، قوية جدا بحيث لا يستطيع عالِم إسلامي حقيقي الاعتراضَ عليها، لذا نرى أن جميع العلماء الحقيقيين في هذا البلد -ومنذ عهد المشروطية- وعلى رأسهم رئاسة الشؤون الدينية اضطروا إلى تقدير هذه الرسائل وتوقيرها. لذا لا يمكن أن تُطمسَ حقائقها وبراهينها القوية من قِبَل فرد أو فردين ممن لا نصيب لهم من العلم الحقيقي، ولا يملكون من العلم إلا اسمه. بل سيكون هذا أمرا مضحكا.

إن رسائل النور تُقرأ بكل تقدير في جميع أرجاء الوطن ومن قِبَل كافة طبقات الشعب لإنقاذ حياتهم الأبدية وإيمانهم، ولأن منافعها المادية والمعنوية ظاهرة وجليلة. لذلك فإن آلافا من المواطنين الذين استفادوا وأعجبوا بحقائق القرآن وحقائق الإيمان يحملون عاطفة العرفان بالجميل والامتنان العميق لمؤلف هذه الرسائل.. فهل قيام بعض هؤلاء بكتابة رسائل إلى المؤلف -انطلاقا من العرفان بجميله- وفهمُ الحديث الشريف الذي هو موضوع الاتهام استنادا إلى الحقائق التي لا يمكن أن تُرد، والنظرُ إليه وكأنه قد تحقق في هذا الوطن بناءً على بعض الأفعال والآثار.. وبيانُ تمنياتهم بأن لا يقع وطننا في أحضان الفوضى وفي أحضان هذا الخطر الأحمر، تُعدّ خيانة للنظام القائم؟ وهل هي نقد للانقلاب؟ ومع أن هذا العالِم المُبجل دخل عدة محاكم بسبب هذه الافتراءات وصدرتْ قراراتُها بتبرئته، إلا أنه لا يزال متهما بنفس التُّهم السابقة ويُسجن في سجن انفرادي ويقدّم للمحاكمة، مع أنه شخص منزوٍ ومتقدم في العمر وشخص وحيد، أما نحن فقد عدتُ مساعيَنا العلميةَ ومحاولاتِنا لإنقاذ إيماننا دليلا على أننا نحاول الإخلال بأمن الدولة، ونحن نتساءل من محكمتكم: «أيّ وجدان وضميرِ عادل يستطيع إصدار مثل هذا القرار؟». نَدَعُ ذلك لضمائركم..

Yükleniyor...