أما رسائل النور فإنها بكلماتها وجملها تشهد أنها فيض من نور القرآن الكريم ونور محمد ﷺ. وذلك بانتسابها للقرآن الكريم وكونِها تفسيرا خاصا له، وبهذا الاعتبار فهي سماوية وعرشية.

وهكذا فإن رسائل النور -المتهمة بأنها تحرّض الناس ضد الحكومة- بكل أجزائها ك«الكلمات» و«المكتوبات» و«اللمعات» و«الشعاعات» إنما تعطي دروسا حول الحقائق الإلهية وحول الدساتير الإسلامية وحول الأسرار القرآنية. فكيف إذن يُعدّ جُرما أو ذنبا قراءةُ رسائل النور وهي مؤلفاتٌ تعد في الذروة من ناحيةِ تدريسها وتلقينها للأخلاق الفاضلة والحقائق الإيمانية؟ وهل يعد جُرما أو ذنبا القيامُ باستنساخ هذه الرسائل التي تهدي إلينا السعادة الأبدية أو جَعْلُ أخ مؤمن يستفيد منها من الناحية الإيمانية؟ أيعد هذا تحريضا للناس ضد الحكومة؟ وهل زيارة مؤلِّف مثل هذه الرسائل المباركة الذي بلغ الذروة في الإيمان وفي الأخلاق وفي الفضيلة، أو تكوينُ أخوّة في سبيل القرآن الكريم مع طلاب النور المجهّزين بالإيمان الراسخ وبالعقيدة التي لا تتزعزع والذين أخذوا على أنفسهم حفظَ شرف الإسلام وحقائقِ القرآن في هذا العصر والذين لا هدف لهم سوى اكتساب رضى الله.. أيُعدّ هذا تشكيلَ جمعية؟ أيّ ضمير نقي وأي ضمير عادل يستطيع إصدار عقوبة على هذا؟

أيها الحكام المحترمون!

إن رسائل النور بجميع أجزائها اعتبارا من «الكلمات» و«اللمعات» وانتهاءً ب«الشعاعات» التي أقر بها كبار العلماء والتي تَهَب مرتبة إيمانية عالية وشوقا إسلاميا كبيرا لمن يقرؤها ليست إلا تفسيرا نورانيا للقرآن ذي البيان المعجز، وكل جزء من أجزائها شمس تزيل الأمراض المعنوية وتبدد الظلمات المعنوية. أما أستاذنا مؤلفُ رسائل النور فقد أمضى حياته كلها في سبيل الإيمان وفي سبيل القرآن وتحمَّلَ في هذا السبيل جميعَ أنواع الأذى والمصاعب، وحاول بنشره هذه الحقائق القرآنية في هذا العصر إنقاذَ أبناء هذا الوطن المبارك من الهجوم الشرس للشيوعية ولكل أنواع الإلحاد، وأن الصفحة البيضاء لحياته الخالية من أي نقص تشهد بأنه موظف ومؤهل للقيام حاليا بهذه المهمة المقدسة. فهو -حاشاه- لم يلقّنّا دروسا غير أخلاقية، ولا دروسا في فن التخريب، بل لقننا دروسا في إنقاذ الإيمان. وهذا ربما يشكل أكبر

Yükleniyor...