على أن الخبر الغيبي الوارد في هذا الحديث ينطوي على معجزتين قطعيتين من معجزات الرسول ﷺ.

إحداها: أن الخلافة العباسية ستقوم فيما بعد وتدوم خمسمائة عام.

ثانيها: أن هذه الخلافة ستنقرض على يد دجال ظالم طاغ من أمثال «جنكيز» و«هولاكو».

فيا عجبا! هل يمكن لصاحب الشريعة الذي أَخبر في كتب الأحاديث عن أشياء جزئية تعود إلى شعائر الإسلام والقرآن أن لا ينبئ عن الأحداث العجيبة التي في زماننا هذا؟.. وهل يمكن أن لا يُشار إلى تلاميذ رسائل النور الذين نذروا أنفسهم لخدمة القرآن خدمة مخلصة، وبشكل رائع وواسع، لاسيما في زمن عجيب كزماننا هذا، وفي ظروف صعبة وشديدة كظروفنا.. تلك الخدمات التي يعترف بها الأعداء والأصدقاء؟

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


باسمه سبحانه

إلى الرائد النوري العزيز وخادم القرآن أخي رأفت بك!

هذه نكتة من نكات الآية الجليلة:

﹛﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾|﹜ (البقرة:٦١)


إن اليهود لما أفرطوا في حُب الحياة والتكالب على الدنيا استحقوا أن يَتلقَوا صفعةَ الذل والمسكنة في كل عصر وكل مكان. إلّا أن الأمر بالنسبة لقضية فلسطين هذه يختلف بعض الشيء. فقد حلّ محل حُبِ الحياة والتكالبِ على الدنيا الذي هو جبلّة اليهود وديدنُهم على مر العصور شعورٌ قومي وديني؛ حيث بدؤوا يحسون أن «فلسطين» هي مقبرة بني إسرائيل وأن الأنبياء السابقين كانوا من قومهم. وبالنظر إلى شعورهم القومي والديني هذا فإنهم لم يتلقَّوا صفعة تأديب بسرعة هذه المرة. وإلّا فكيف يكون باستطاعة ثلة قليلة من الناس أن تعيش وسط ذلك الجمع الهائل من العرب الذين يطوقونها من كل صوب دون أن يتلقَّوا صفعة سريعة وتُضربَ عليهم الذلة والمسكنة.

∗ ∗ ∗


Yükleniyor...