ملازم. يعرف ذلك الطبيبان الصديقان في «أميرداغ». وقبل أربع سنوات أجروا عليَّ اللقاح مع المحكومين في سجن «دنيزلي» فلازمتُ الفراش عشرين يوما، علما بأنه لم يُلحق الضررَ بأيٍّ منهم، وقد كفاني حفظُ الله وعنايته فلم أضطر إلى الذهاب إلى المستشفى.

بمعنى أن جسدي لا يتحمل اللقاح قطعا، فضلا عن أن عذري شديد، إذ قد بلغتُ من العمر الخامسة والسبعين ونحل جسمي وربما لا يتحمل سوى لقاحِ طفل في العاشر من العمر. فضلا عن أنني أقضي حياتي منفردا في تجريد مطلق ولا أختلط مع أحد من الناس. وقبل شهرين أَرسل الوالي طبيبين إلى «أميرداغ» وكشفوا عليَّ كشفا كاملا ولم يجدوا أي مرض سارٍ إلّا الضعف الشديد والتشنج الظهري. فحالتي هذه لا تَحمِلني قطعا على إجراء التلقيح، وأرجوكم رجاءً حارا لا ترسلوني إلى المستشفى فلا تلجئوني إلى البقاء تحت تحكم الأطباء ومن لا أعرفهم، فإني لا أستطيع البقاء في هذا الوضع ولم أُطقه طوال حياتي. ولاسيما في هذه السنوات العشرين التي قضيتُها في التجريد المطلق.

وعلى الرغم من أنني بدأت أجد الراحة في دخولي القبر في هذه الفترة إلّا أنني فضلت السجن حاليا على القبر لِمَا وجدت من معاملةٍ إنسانية في هذا السجن ولكيلا أمس مشاعر الهيئة الإدارية، فضلا عن القيام ببث العزاء والسلوان في قلوب المسجونين.

∗ ∗ ∗


إخوتي الأعزاء الأوفياء!

أولا: لا تتألموا على الإهانات والأذى التي ينزلونها بشخصي بالذات، لأنهم لا يستطيعون أن يجدوا نقصا في رسائل النور، فينشغلون بشخصي الاعتيادي المقصّر كثيرا. فأنا راضٍ عن هذا الوضع. بل لو وجدت ألوفا من الإهانات والتحقير والآلام والبلايا الشخصية لأجل سلامة رسائل النور وظهور قيمتها لشكرت الله شكرا مكللا بالفخر، وذلك مقتضى ما تعلمته من درس النور. لذا لا تتألموا عليّ من هذه الناحية.

ثانيا: إن هذا التعدي السافر الواسع النطاق والهجوم الشديد الظالم، قد خف حاليا من العشرين إلى الواحد فلقد جمعوا بضعة أشخاص بدلا من ألوف الخواص -من طلاب النور-

Yükleniyor...