وقسم من أهل الحديث وأهل الاجتهاد، بل انتظَروا تحقيق معانيها، فلابد أن لتلك الروايات حقائق متوجهة إلى العموم كما هي في الأمثال المضروبة.

الوجه الثالث: أني أسأل: هل هناك مسألة أو رواية لم يُعترض عليها في كتاب لعلماء مختلفين في المشارب والمذاهب. فمثلا: إن إحدى الروايات التي تذكر مجيء دجالين في الأمة هي هذا الحديث الشريف: «لن تزال الخلافة في ولد عمي -صِنْوِ أبي- العباس حتى يسلمّها إلى الدجال» . (20)

هذا الحديث الشريف يخبر عن فتنة «جنكيز خان» و«هولاكو»، وأن دجالا سيظهر بعد خمسمائة سنة وسيهدم الخلافة.. وأمثالها من الروايات الكثيرة التي تخبر عن أشخاصِ آخر الزمان، وعلى الرغم من ذلك فقد رفض بعض أهل المذهب الميامين أو ذوو الأفكار المفرطة هذه الرواياتِ. وقالوا: إنها رواية ضعيفة أو موضوعة..

وعلى كل حال. إن سبب اقتصاري على ما ذكرت مما ينبغي أن يطول هو حدوث زلزلتين هنا في الساعة التي كنت أكتب هذا الجواب، مثلما حدث أربع زلازل وقت شن الهجوم على رسائل النور وطلابها. والأمر على النحو الآتي:

هو توافق حدوث زلزلتين أثناء ما كنت أعاني من ألَم جراء عمليات جراحية أجراها تقرير الخبراء الذي سُلِّم لي مساءً فضلا عن الحزن الذي غشاني من الانفراد وعدم اللقاء مع الآخرين.

نعم، لقد تسلمتُ تقرير الخبراء لرئاسة الشؤون الدينية بعد بقائي ثمانية شهور في السجن الانفرادي ومقاساتي المضايقات الشديدة، وإذ أنا منتظر أن يكونوا لي معينين، إذا -في الصباح- أجد أنهم يعززون ادعاء المدعي، حيث ورد: «إن سعيدا قال: إن الزلازل الأربع الماضية هي من كرامات رسائل النور».

فمثلما كتبتُ في القائمة، أقول: إن رسائل النور من نوع الصدقة المقبولة التي تكون وسيلة لدفع المصائب، فمتى ما هوجمت تجد المصائبُ الفرصةَ سانحة أمامها فتنزل، وأحيانا تغضب الأرض بالزلزال.فما إن عزمتُ على كتابة هذا، وقع زلزالان هنا (21) مما حملني على ترك كتابة ذلك البحث، لذا ننتقل إلى النقطة الثالثة.


Yükleniyor...