السادس
بفضل من الله تعالى إنني رجل عَرف من فيض القرآن منذ ثلاثين سنة كيف أن الشهرة الموقتة والفانية للدنيا وجاهها المتسم بالأنانية والأثرة، وعبادة الشهرة والصيت فيها، أمرٌ لا فائدة ولا خير منه ولا معنى له، فألفُ حمد وشكر لله. لذا فقد حاول منذ ذلك الحين وبكل جهده الصراع مع نفسه الأمّارة. ومع أن أصدقاءه والذين خدموه يعلمون علم اليقين ويشهدون بأنه قام بكل ما في وسعه لكسر شوكةِ نفسه والتخلّص من أنانيته وتجنب النفاق والتصنع، وقد حاول منذ عشرين سنة معارضة كل الذين أثنَوا عليه ومدحوه وتوجهوا نحو شخصه مدفوعين بحُسن الظن الذي تهشّ له نفسُ كل إنسان، وخالف كلَّ الذين رأوه أهلا لمقامات معنوية، بل فرّ منهم بكل ما يملك من قوة، وردّ حُسن الظن المفرط الذي يحمله أصدقاؤه القريبون إليه وخلّانه الخاصون إلى درجةِ أنه آلمهم وجرح شعورَهم، وفي رسائله الجوابية لم يقبل أبدا مديحَهم وحُسن ظنهم الزائد عن الحد في حقه، إذ نَسب كلَّ الفضيلة إلى رسائل النور التي هي عبارة عن تفسير للقرآن الكريم ولم يَنسبها لنفسه بل حرّمها من الفضائل ووجّه «طلاب رسائل النور» للتعلق بالشخصية المعنوية لرسائل النور وعدّ نفسَه مجرد خادم عادي للقرآن الكريم، وهذا يُثبت إثباتا قاطعا بأنه لم يسعَ أبدا لإبراز شخصه وتحبيب نفسه بل ردَّ ذلك.
ومع ذلك فهل هناك قانون يسمح بتحميل أية مسؤولية عليه، ويسمح بالهجوم على دار هذا الشخص الغريب والمريض والمنزوي في غرفته والمتقدم جدا بالعمر والذي لا حول له ولا قوة، والقيامِ بكسر قفل داره ودخول موظفي التفتيش إلى غرفته وكأنه مجرم عتيد، وذلك لمجرد أن بعض أصدقائه البعيدين عنه مدحوه خلافا لرغبته وأَثنَوا عليه ثناءً يزيد عن حقه ورأوه أهلا لمقام معنوي لما يحملونه من حُسن ظنٍّ مفرط، ثم لقيام واعظ لا يعرفه في مدينة «كوتاهية» بالتفوه ببعض الكلمات في حقه؟!
ومع أنني لم أُرسِل أيةَ رسالة إلى تلك المدينة، إلّا أنه تمتْ كتابةُ رسالةٍ وُضع عليها توقيع مزوّر لي، مما دعا إلى توهّم مسؤوليتي عنها، وكذلك وجود كتاب مؤثر لا يُعرف كاتبه
بفضل من الله تعالى إنني رجل عَرف من فيض القرآن منذ ثلاثين سنة كيف أن الشهرة الموقتة والفانية للدنيا وجاهها المتسم بالأنانية والأثرة، وعبادة الشهرة والصيت فيها، أمرٌ لا فائدة ولا خير منه ولا معنى له، فألفُ حمد وشكر لله. لذا فقد حاول منذ ذلك الحين وبكل جهده الصراع مع نفسه الأمّارة. ومع أن أصدقاءه والذين خدموه يعلمون علم اليقين ويشهدون بأنه قام بكل ما في وسعه لكسر شوكةِ نفسه والتخلّص من أنانيته وتجنب النفاق والتصنع، وقد حاول منذ عشرين سنة معارضة كل الذين أثنَوا عليه ومدحوه وتوجهوا نحو شخصه مدفوعين بحُسن الظن الذي تهشّ له نفسُ كل إنسان، وخالف كلَّ الذين رأوه أهلا لمقامات معنوية، بل فرّ منهم بكل ما يملك من قوة، وردّ حُسن الظن المفرط الذي يحمله أصدقاؤه القريبون إليه وخلّانه الخاصون إلى درجةِ أنه آلمهم وجرح شعورَهم، وفي رسائله الجوابية لم يقبل أبدا مديحَهم وحُسن ظنهم الزائد عن الحد في حقه، إذ نَسب كلَّ الفضيلة إلى رسائل النور التي هي عبارة عن تفسير للقرآن الكريم ولم يَنسبها لنفسه بل حرّمها من الفضائل ووجّه «طلاب رسائل النور» للتعلق بالشخصية المعنوية لرسائل النور وعدّ نفسَه مجرد خادم عادي للقرآن الكريم، وهذا يُثبت إثباتا قاطعا بأنه لم يسعَ أبدا لإبراز شخصه وتحبيب نفسه بل ردَّ ذلك.
ومع ذلك فهل هناك قانون يسمح بتحميل أية مسؤولية عليه، ويسمح بالهجوم على دار هذا الشخص الغريب والمريض والمنزوي في غرفته والمتقدم جدا بالعمر والذي لا حول له ولا قوة، والقيامِ بكسر قفل داره ودخول موظفي التفتيش إلى غرفته وكأنه مجرم عتيد، وذلك لمجرد أن بعض أصدقائه البعيدين عنه مدحوه خلافا لرغبته وأَثنَوا عليه ثناءً يزيد عن حقه ورأوه أهلا لمقام معنوي لما يحملونه من حُسن ظنٍّ مفرط، ثم لقيام واعظ لا يعرفه في مدينة «كوتاهية» بالتفوه ببعض الكلمات في حقه؟!
ومع أنني لم أُرسِل أيةَ رسالة إلى تلك المدينة، إلّا أنه تمتْ كتابةُ رسالةٍ وُضع عليها توقيع مزوّر لي، مما دعا إلى توهّم مسؤوليتي عنها، وكذلك وجود كتاب مؤثر لا يُعرف كاتبه
Yükleniyor...