إذ لو وقع عليهم -لا سمح الله- ظلم شديد إلى درجة الضرورة القصوى وهوجمت رسائل النور فإن الملاحدة والمنافقين الذين خدعوا الحكومة سيندمون لا محالة ندما شديدا..

والخلاصة أنه مادمنا لا نتعرض لدنيا أهل الدنيا، فيجب عليهم أن لا يتعرضوا لآخرتنا ولا لخدماتنا الإيمانية.

[أدرج فيما يلي خاطرةً قديمة وقصةَ دفاع لطيفة حول محكمة «أسكي شهر» بقيت مخفيةً حتى الآن ولم تُدرج في المضابط الرسمية للمحكمة كما لم ترد في دفاعي أمام تلك المحكمة].


سألوني هناك:

ما رأيك حول النظام الجمهوري؟ فقلت لهم:

تستطيعون أن تتأكدوا من كتاب «تاريخ حياتي» الموجود لديكم بأنني كنت شخصا متدينا ومن أنصار النظام الجمهوري. وذلك قبل أن تأتوا أنتم إلى الدنيا.. هذا باستثناء رئيس المحكمة المتقدم في العمر. وخلاصة ذلك أنني كنت آنذاك منزويا -كحالي الآن- تحت قبة خالية، فكانوا يأتون لي بالحساء، وكنت أقوم بإعطاء النمل حبات الحساء واكتفي بغمس الخبز في سائل الحساء. سألوني في محكمة «أسكي شهر» عن السبب فقلت: «إن أمة النمل وكذلك النحل تعيش في نظام جمهوري، وأعطي النمل الحبات احتراما لنظامها الجمهوري».

ثم قالوا: «أنت تخالف بذلك السلف الصالح».

فأجبتهم: «لقد كان الخلفاء الراشدون خلفاء ورؤساء جمهورية في الوقت نفسه. فالصديق الأكبر رضي الله عنه كان دون شك بمثابة رئيس جمهورية للعشرة المبشرة وللصحابة الكرام. ولكن ليس تحت عنوان أو شكل فارغ، بل كل منهم رئيس جمهورية متدين يحمل معنى العدالة الحقيقية والحرية الشرعية.

إذن فيا أيها المدّعي العام ويا أعضاء المحكمة! أنتم تتهمونني الآن بمعاداة فكرٍ كنت أحمله منذ خمسين سنة.


Yükleniyor...