الثاني: إنني لا أرضى فقط بإسناد الجنون إليّ وحده بل أضحى بعقلي الكامل وحياتي كلها وبكل فخر واعتزاز لأجل إنقاذ إخواني وسلامتهم ونجاتهم من ظلمات هذا السجن.

وإذا ارتأيتم أن تُكتب رسالةُ شكر إلى أولئك الذوات الثلاث ويبلَّغون أننا نشركهم في مكاسبنا المعنوية فافعلوا.

إخواني الأوفياء الصادقين، ورفقائي المخلصين في خدمة القرآن والإيمان.

لمناسبة دنو زمن فراق بعضنا بعضا. ينبغي لكلٍ منكم التجاوز عن تقصير أخيه والصفح عنه كليا عما سببته الانفعالاتُ من الضجر والذنوب التي حالت دون الحفاظ على دساتير الإخلاص. فأنتم أقوى أخوّةً من أشقّاء النسب، والأخ يستر تقصير أخيه، ويتناسى نقصه، ويصفح عنه.

فأنا هنا أحيل اختلافكم وأنانيتكم غير المتوقعة إلى النفس الأمارة، ولا أجده لائقا بطلاب النور، بل أعدّه نوعا من أنانية موقتة، توجَد في أولياءَ صالحين أيضا ممن غلبتهم نفوسُهم الأمارة.

فلا تخيّبوا يا إخواني حسنَ ظني بكم بالإصرار والعناد. تصالَحوا.

Yükleniyor...