إن ما أنجزه هو و«محمد زهدي» و«الحافظ محمد» من خدمات في سبيل الإيمان والنور تدوم بإذن الله، وهم يشاهدونها من أَقرب موضع، وربما يعاونون في إنجازها.

وحيث إنهم قد أخذوا مواقعَ رفيعة لدى دائرة الأولياء العظام -من حيث خدماتهم الجليلة- فأنا أذكر ذينك الاثنين مع «الحافظ محمد» ضمن سلسلة الأقطاب وأبعث إليهم هدايانا.

إخوتي الأعزاء الصادقين!

إن ما تتحلّون به من إخلاص ووفاء وثبات كاف لغضّ الطرف عن نقائص بعضِكُم للبعض الآخر وسترها وأنتم ترزحون تحت ثقل هذه المضايقات والمشقات. وإن رابطة الأخوة الموثوقة بسلسلة رسائل النور لَحسنةٌ عظيمة تذهب بألف سيئة. فينبغي التعامل بالمحبة والصفح فيما بينكم حسب رجحان الحسنات على السيئات كما هو في الحشر الأعظم حيث تُذهب العدالةُ الإلهية السيئات برجحان الحسنات. وبخلاف ذلك فإن الانفعال وسَورة الغضب إزاء سيئة واحدة، والإثارة المضرة الناجمة من الضجر والضيق، يكون ظلما مضاعفا.. نسأل الله أن تزيلوا الضجر والسآمة بمعاونة بعضكم البعض الآخر في السراء وبث السلوان.

إخوتي الأعزاء الميامين الأوفياء!

إن سبب عدم محاورتي معكم منذ بضعة أيام هو ما انتابني من مرض شديد مسمّم لم أرَ مثلَه لحد الآن.

فأنا أشكر الله عز وجل باسم رسائل النور إلى آخر رمق من حياتي، وأفتخر بإخوتي الثابتين الأقوياء العاملين الذين لا يتزعزعون ضمن دائرة «النور» (13) ودائرة «الورد»، (14) مع الأوفياء المضحين في «قسطموني». وأجد السلوان التام والمرتكز القوي معهم إزاء جميع ما يصبّه الظلمة علينا من عذاب. وحتى لو مُتّ الآن لاستقبلتُ الأجل بصدر رحب وقلب بهيج، ما داموا موجودين.

Yükleniyor...