لله» وتردد جميع عوالم العدم: «سبحان الله، سبحان الله» وحتى عندما تتصارع الملائكة مع الشياطين، والخيراتُ مع الشرور، بل حتى عندما يدور الجدال حول القلب بين الإلهام والوسوسة.. عندما يحدث كل هذا بقانون المبارزة المحيط تتجلى ثمرة من ثمار «الإيمان بالملائكة» فتحسم القضية وتحل المشكلة، منوِّرةً الكائناتِ المظلمةَ مبدية لنا نورا من أنوار: ﹛﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾|﹜ (النور:٣٥) فتذيقنا من حلاوتها.. ما أحلاها! وما ألذها!!
هذا وإن كلا من الكلمة «الرابعة والعشرين» و«الكلمة التاسعة والعشرين» قد أشارتا إلى ثمرةٍ كلية أخرى وأثبتتا إثباتا ساطعا وجودَ الملائكة ووظائفهم.
نعم، إن ربوبية جليلة رحيمة واسعة التي عرّفت نفسها وحببتها، بما بثت من كل شيء في جنبات الكون سواء أكان كليا أَم جزئيا، يجب أن يقابَل ذلك الجلالَ وتلك الرحمةُ وذلك التعرّفُ والتحبب بعبودية واسعة محيطة شاملة شاكرة ضمن تقديس وحمد وثناء.
وحيث إن الجمادات والأركان العظيمة للكون التي ليس لها شعور لا يمكنها القيام بهذه العبودية العظيمة، فلا يقوم بها عنهم إلّا ما لا يحصى من الملائكة.. فهؤلاء هم الذين يمكنهم أن يمثلوا -بكل حكمة وجلال- إجراءاتِ سلطنة الربوبية في كل ركن من أركان الكون، وفي كل جزء من أجزائه من الثرى إلى الثريا من أعماق الأرض إلى أعالي الفضاء.
فمثلا: إن ما تصوره القوانين الميتة للفلسفة من خلق الأرض ووظيفتها الفطرية بشكل موحش مظلم، تحوّلها هذه الثمرة الإيمانية صورةً مؤنسة مضيئة حيث المَلَكان المسمّيان بالثور والحوت، يحملان على كتفهما -أي تحت إشرافهما- الكرةَ الأرضية، حيث قد أُحضرت من الجنة وجُلبت منها تلك المادة الأخروية، وتلك الحقيقة الأخروية المسماة ب«الصخرة» لتصبح الحجر الأساس الباقي لهذه الكرة الأرضية الفانية، إشارة إلى أن قسما من الأرض سيُفرغ ويحوّل إلى الجنة الباقية، فأصبحت الصخرة نقطة استناد للمَلكين: «الثور والحوت».. هكذا رُويت هذه الرواية عن بعض أنبياء بني إسرائيل السابقين، وهي مروية كذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. ولكن المؤسف جدا أن يتحول هذا التشبيه اللطيف وهذا المعنى السامي بمرور الزمن إلى حقيقة مادية مجسّمة عند العوام، بحيث أصبحت خارجة عن نطاق العقل؛ إذ الملائكة يستطيعون أن يصولوا ويجولوا في التراب وفي الصخور وفي مركز الأرض كجولانهم في الهواء، فليسوا إذن بحاجة أبدا -ولا الكرة الأرضية نفسها بحاجة- إلى صخرة مادية مجسمة ولا إلى ثور وحوت ماديين مجسمين! بمعنى أن تلك الرواية ليست إلّا للتشبيه.
هذا وإن كلا من الكلمة «الرابعة والعشرين» و«الكلمة التاسعة والعشرين» قد أشارتا إلى ثمرةٍ كلية أخرى وأثبتتا إثباتا ساطعا وجودَ الملائكة ووظائفهم.
نعم، إن ربوبية جليلة رحيمة واسعة التي عرّفت نفسها وحببتها، بما بثت من كل شيء في جنبات الكون سواء أكان كليا أَم جزئيا، يجب أن يقابَل ذلك الجلالَ وتلك الرحمةُ وذلك التعرّفُ والتحبب بعبودية واسعة محيطة شاملة شاكرة ضمن تقديس وحمد وثناء.
وحيث إن الجمادات والأركان العظيمة للكون التي ليس لها شعور لا يمكنها القيام بهذه العبودية العظيمة، فلا يقوم بها عنهم إلّا ما لا يحصى من الملائكة.. فهؤلاء هم الذين يمكنهم أن يمثلوا -بكل حكمة وجلال- إجراءاتِ سلطنة الربوبية في كل ركن من أركان الكون، وفي كل جزء من أجزائه من الثرى إلى الثريا من أعماق الأرض إلى أعالي الفضاء.
فمثلا: إن ما تصوره القوانين الميتة للفلسفة من خلق الأرض ووظيفتها الفطرية بشكل موحش مظلم، تحوّلها هذه الثمرة الإيمانية صورةً مؤنسة مضيئة حيث المَلَكان المسمّيان بالثور والحوت، يحملان على كتفهما -أي تحت إشرافهما- الكرةَ الأرضية، حيث قد أُحضرت من الجنة وجُلبت منها تلك المادة الأخروية، وتلك الحقيقة الأخروية المسماة ب«الصخرة» لتصبح الحجر الأساس الباقي لهذه الكرة الأرضية الفانية، إشارة إلى أن قسما من الأرض سيُفرغ ويحوّل إلى الجنة الباقية، فأصبحت الصخرة نقطة استناد للمَلكين: «الثور والحوت».. هكذا رُويت هذه الرواية عن بعض أنبياء بني إسرائيل السابقين، وهي مروية كذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. ولكن المؤسف جدا أن يتحول هذا التشبيه اللطيف وهذا المعنى السامي بمرور الزمن إلى حقيقة مادية مجسّمة عند العوام، بحيث أصبحت خارجة عن نطاق العقل؛ إذ الملائكة يستطيعون أن يصولوا ويجولوا في التراب وفي الصخور وفي مركز الأرض كجولانهم في الهواء، فليسوا إذن بحاجة أبدا -ولا الكرة الأرضية نفسها بحاجة- إلى صخرة مادية مجسمة ولا إلى ثور وحوت ماديين مجسمين! بمعنى أن تلك الرواية ليست إلّا للتشبيه.
Yükleniyor...