الكريم دوما دعاء لسان حال المعدة البسيطة لاستبقائها، ويستجيبَ لها قصدا وفعلا -دونما تدخّل للمصادفة- بما يخلق لها من أغذية مادية محسوسة في منتهى الإتقان والإعجاز، فيُرضيَ بها تلك المعدة، ثم لا يقبلَ سبحانه أدعيةً عامة ودعواتٍ غيرَ نهائية ترفعها المعدةُ الإنسانية الكبرى وفطرتُها الأصيلة، ولا يغدقَ عليها لذائذ جسمانية في الآخرة، تلك التي تأنس بها وترجوها فطرةً بل تريدها في دار الخلود؟ وهل يمكن أن لا يلبي تلك الأدعية فعلا ولا ينجز الحشر الجسماني؟! ولا يُرضيَ هذا الإنسان -الذي هو نتيجة الكائنات وخليفة الأرض والعبد المعزز المكرم- رضاءً أبديا؟ كلا.. ثم كلا!.. فهذا محال في مائة محال بل باطل كليا، إذ كيف يَسمع طنين الذباب ولا يسمع رعود السماء، وكيف يراعي عُدّة الجندي البسيط ولا يبالي بالجيش العظيم! فتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
نعم، إن الصراحة القاطعة للآية الكريمة: ﹛﴿ وَف۪يهَا مَا تَشْتَه۪يهِ الْاَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْاَعْيُنُ ﴾|﹜ (الزخرف:٧١) تبين أن أكثر ما يأنس الإنسان به من اللذائذ المادية المحسوسة -والذي يتذوق نماذجها في الدنيا- سيراها ويتذوقها بصورتها اللائقة بالجنة. وأن ثواب ما يؤديه اللسان والعين والأذن وسائر الأعضاء والجوارح من الشكر الخالص والعبادات الخاصة سيمنح لها بتلك اللذائذ الجسمانية المخصوصة بها. فبيان القرآن الكريم للذائذ الجسمانية صريح في غاية الصراحة، بحيث لا يمكن أن يتحمل أي تأويل يصرفه عن المعنى الظاهري، بل يمتنع عدم قبول المعنى الظاهري.
وهكذا تُظهر ثمراتُ الإيمان بالآخرة ونتائجُه أنه مثلما تدل حقيقة معدة الإنسان وحاجاتها دلالة قاطعة على وجود الأطعمة، فإن حقيقة الإنسان وكمالاته وحاجاته الفطرية وآماله الأبدية وحقائقه واستعداداته تتطلب النتائج والفوائد المذكورة للإيمان بالآخرة، وتدل قطعا على الآخرة وعلى الجنة وعلى لذائذَ مادية محسوسة باقية، وتشهد على تحققها. وإن حقيقة كمالات هذا الكون أيضا وآياته التكوينية الحكيمة وجميع حقائقه المرتبطة بالحقائق الإنسانية تدل دلالة قاطعة أيضا على وجود الآخرة وعلى تحققها وتشهد شهادة صادقة على مجيء الحشر وانفتاح أبواب الجنة والنار. ولما كانت رسائل النور قد أثبتت هذه المسألة بصورة رائعة وبحجج قوية جدا دون أن تترك غبارا للشبهة، ولاسيما «الكلمة العاشرة» و«الثامنة والعشرون» -بمقاميها- و«التاسعة والعشرون»، و«الشعاع التاسع»، و«رسالة المناجاة»، فإننا سنكتفي بها.
نعم، إن الصراحة القاطعة للآية الكريمة: ﹛﴿ وَف۪يهَا مَا تَشْتَه۪يهِ الْاَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْاَعْيُنُ ﴾|﹜ (الزخرف:٧١) تبين أن أكثر ما يأنس الإنسان به من اللذائذ المادية المحسوسة -والذي يتذوق نماذجها في الدنيا- سيراها ويتذوقها بصورتها اللائقة بالجنة. وأن ثواب ما يؤديه اللسان والعين والأذن وسائر الأعضاء والجوارح من الشكر الخالص والعبادات الخاصة سيمنح لها بتلك اللذائذ الجسمانية المخصوصة بها. فبيان القرآن الكريم للذائذ الجسمانية صريح في غاية الصراحة، بحيث لا يمكن أن يتحمل أي تأويل يصرفه عن المعنى الظاهري، بل يمتنع عدم قبول المعنى الظاهري.
وهكذا تُظهر ثمراتُ الإيمان بالآخرة ونتائجُه أنه مثلما تدل حقيقة معدة الإنسان وحاجاتها دلالة قاطعة على وجود الأطعمة، فإن حقيقة الإنسان وكمالاته وحاجاته الفطرية وآماله الأبدية وحقائقه واستعداداته تتطلب النتائج والفوائد المذكورة للإيمان بالآخرة، وتدل قطعا على الآخرة وعلى الجنة وعلى لذائذَ مادية محسوسة باقية، وتشهد على تحققها. وإن حقيقة كمالات هذا الكون أيضا وآياته التكوينية الحكيمة وجميع حقائقه المرتبطة بالحقائق الإنسانية تدل دلالة قاطعة أيضا على وجود الآخرة وعلى تحققها وتشهد شهادة صادقة على مجيء الحشر وانفتاح أبواب الجنة والنار. ولما كانت رسائل النور قد أثبتت هذه المسألة بصورة رائعة وبحجج قوية جدا دون أن تترك غبارا للشبهة، ولاسيما «الكلمة العاشرة» و«الثامنة والعشرون» -بمقاميها- و«التاسعة والعشرون»، و«الشعاع التاسع»، و«رسالة المناجاة»، فإننا سنكتفي بها.
Yükleniyor...