فستسمع حتما أنات وآهات، وبكاءً مريرا، وحسرات الندم، وأصوات الأسى والأسف، يُطلقها -على الأغلب- شبابٌ أشقياء، تلقوا الصفعات الموجِعة والضربات الأليمة لخروجهم عمّا أباح الله لهم من الطيبات بدافع نزواتهم وإسرافهم وسيء أعمالهم، وارتكابهم المحرمات، وانسياقهم وراء اللذات المشؤومة.

بينما إذا ما قضى الشاب عهد شبابه بما أمره الله به واتّبع الصراط السوي واستقام عليه، فإنه يجعله أحلى نعمة إلهية وأجمل هبة رحمانية، ويتخذه سبيلا قويما ممهدا إلى الصالحات من الأعمال، ولأثمر له كذلك شبابا ناضرا، وفتوة خالدة دائمة في الآخرة بدلا من هذا الشباب الفاني الزائل.. ذلك ما تبشّرنا به الكتب السماوية والصحف المنزلة جميعها، وفي مقدمتها القرآن الكريم بآياته المحكمة الكريمة.

فما دامت هذه هي الحقيقة.. ومادام ميدانُ الحلال كافيا ووافيا للأُنس والمتعة والنشوة.. ومادامت اللذة الواحدة -ضمن المحرمات- تذيق صاحبَها ألما يدوم سنة واحدة من عذاب السجن وأحيانا عشر سنوات.. فيلزم إذن قضاء عهد الشباب بالعفة والطهر والاستقامة على الصراط السوي أداءً لشكر تلك النعمة اللذيذة المهداة، بل هذا هو الألزم.


Yükleniyor...