حقا إن هذا القرآن الكريم المعجز في كل ناحية من نواحيه قد شهد بإجماع سوره وباتفاق آياته، وبتوافق أسراره وأنواره، وبتطابق ثماره وآثاره، شهادةً ثابتة بالدلائل على وجود واجب الوجود، وعلى وحدانيته سبحانه، وعلى صفاته الجليلة، وعلى أسمائه الحسنى، حتى ترشحت الشهادات غير المحدودة لجميع أهل الإيمان من تلك الشهادة.
وهكذا، فقد ذُكرت في المرتبة السابعة عشرة من المقام الأول إشارةٌ قصيرة لما تلقاه السائح، من درس التوحيد والإيمان من القرآن الكريم:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الواحد الأحد الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدتهِ القرآنُ المعجز البيانِ، المقبولُ المرغوبُ لأجناس المَلَك والإنس والجان، المقروءُ كلُّ آياته في كل دقيقة بكمال الاحترام، بألسنة مئات الملايين من نوع الإنسان، الدائمُ سلطنتُه القدسية على أقطار الأرض والأكوان، وعلى وجوه الأعصار والزمان، والجاري حاكميته المعنوية النورانية على نصف الأرض وخُمس البشر في أربعة عشر عصرا بكمال الاحتشام.. وكذا شَهدَ وبرهن بإجماع سورهِ القدسية السماوية، وباتفاق آياته النورانية الإلهية، وبتوافق أسراره وأنواره وبتطابق حقائقه وثمراته وآثاره بالمشاهدة والعيان] .
ثم إن السائح والمسافر المذكور قد علم يقينا أن الإيمان الذي توصَّل إليه هو أعظمُ رأس مال الإنسان؛ إذ لا يُمَلِّكه -وهو الفقير- مزرعةً فانية ومسكنا مؤقتا، بل يملّكه الكونَ العظيم، ويجعله لائقا ليظفر بملك واسع باقٍ أوسعَ من الدنيا، ويوجِد له -وهو الإنسان الفاني- لوازم حياة أبدية خالدة؛ فينقذه -وهو المسكين المنتظر لمشنقة الأجَل- من النهاية المرعبة والإعدام الأبدي، فاتحا له خزائن السعادة السرمدية. لذا خاطب السائح نفسه قائلا: «هيا، تقدمي، لنفز بمرتبةٍ أخرى من مراتب الإيمان التي لا يحصرها حد.. فلنطّلع على مجموع الكون، ولننصتْ إليه لنرى ماذا يقول هو أيضا، كي نضفي نورا على تلك الدروس التي تلقيناها من أركان الكون وأجزائه».
فنظر السائح إلى مجموع الكون بمنظار واسع محيط قد استعاره من القرآن الكريم، فرأى أن هذا الكون منظم تنظيما بديعا، ومنطو على معاني جمّة وفيرة، بحيث يبدو على صورة كتاب سبحاني مجسم، أو قرآن رباني جسماني، أو قصر مزين صمداني، أو بلد منتظم رحماني؛ إذ إن
وهكذا، فقد ذُكرت في المرتبة السابعة عشرة من المقام الأول إشارةٌ قصيرة لما تلقاه السائح، من درس التوحيد والإيمان من القرآن الكريم:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الواحد الأحد الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدتهِ القرآنُ المعجز البيانِ، المقبولُ المرغوبُ لأجناس المَلَك والإنس والجان، المقروءُ كلُّ آياته في كل دقيقة بكمال الاحترام، بألسنة مئات الملايين من نوع الإنسان، الدائمُ سلطنتُه القدسية على أقطار الأرض والأكوان، وعلى وجوه الأعصار والزمان، والجاري حاكميته المعنوية النورانية على نصف الأرض وخُمس البشر في أربعة عشر عصرا بكمال الاحتشام.. وكذا شَهدَ وبرهن بإجماع سورهِ القدسية السماوية، وباتفاق آياته النورانية الإلهية، وبتوافق أسراره وأنواره وبتطابق حقائقه وثمراته وآثاره بالمشاهدة والعيان] .
ثم إن السائح والمسافر المذكور قد علم يقينا أن الإيمان الذي توصَّل إليه هو أعظمُ رأس مال الإنسان؛ إذ لا يُمَلِّكه -وهو الفقير- مزرعةً فانية ومسكنا مؤقتا، بل يملّكه الكونَ العظيم، ويجعله لائقا ليظفر بملك واسع باقٍ أوسعَ من الدنيا، ويوجِد له -وهو الإنسان الفاني- لوازم حياة أبدية خالدة؛ فينقذه -وهو المسكين المنتظر لمشنقة الأجَل- من النهاية المرعبة والإعدام الأبدي، فاتحا له خزائن السعادة السرمدية. لذا خاطب السائح نفسه قائلا: «هيا، تقدمي، لنفز بمرتبةٍ أخرى من مراتب الإيمان التي لا يحصرها حد.. فلنطّلع على مجموع الكون، ولننصتْ إليه لنرى ماذا يقول هو أيضا، كي نضفي نورا على تلك الدروس التي تلقيناها من أركان الكون وأجزائه».
فنظر السائح إلى مجموع الكون بمنظار واسع محيط قد استعاره من القرآن الكريم، فرأى أن هذا الكون منظم تنظيما بديعا، ومنطو على معاني جمّة وفيرة، بحيث يبدو على صورة كتاب سبحاني مجسم، أو قرآن رباني جسماني، أو قصر مزين صمداني، أو بلد منتظم رحماني؛ إذ إن
Yükleniyor...